الخط الأحمر التدقيق اللغوي

الوصف: عن "دائرة الثقافة والإعلام" بالشارقة، صدر للباحث والشاعر الموريتاني محمد الأمين بن محمد المختار، كتابٌ ج


صورة القسم 1

عن "دائرة الثقافة والإعلام" بالشارقة، صدر للباحث والشاعر الموريتاني محمد الأمين بن محمد المختار، كتابٌ جديدٌ بعنوان "الخط الأحمر.. مقدمات في فن التدقيق اللغوي". وقد اختار الباحث عنوان كتابه اتساقاً مع مهنة ذوي الأقلام الحمراء "المصححين" من جهة، وإيحاءً بقداسة اللغة من جهة ثانية، باعتبارها خطّاً أحمر، لا يسمح بالتجاوز فيه.

الكتاب الذي يلخص تجربة عتيدة في المجال، يرمي - كما أراد له مؤلفه - إلى أهداف عديدة، ليس أقلها شأناً إعادة الاعتبار إلى حملة الأقلام الحمراء، الجنود الأخفياء في ميدان حرب ضروس، يخوضونها خلف طاولات "التحرير"، دفاعاً عن الفصحى، وذوداً عن حياضها، بإزالة الشوائب، وطرد الدخيل، وتجلية المعاني والأساليب.
كما يرمي إلى إنارة الرأي العام "الثقافي" بشأن هذه المهنة المجهولة المعلومة، الحاضرة الغائبة، بوصفها ركناً ركيناً في أي عمل يتخذ من "الكلمة" وسيلة وغاية. وقبل هذا وذاك، فإنه يقدم مفاتيح هذا الفن الراقي إلى كل "مختص" في المجال اللغوي، ليكمل به شروط "المدقق اللغوي الناجح".

يقول المؤلف في مقدمة كتابه: (حين تقف أمام عنوان "التدقيق اللغوي"، تتفتح لك أبواب عديدة، على كل منها داعٍ يناديك: من هنا البداية؛ أمامك علم المعجم العربي بلغاته وتشعباته، وأمامك علم النحو بمدارسه واتجاهاته، وأمامك علم الصرف بأوزانه وتفعيلاته، وأمامك علم الخط والإملاء باصطلاحاته ومواضعاته، وأمامك علم البلاغة باستعاراته ومجازاته. والحقيقة أنه لا مناص لك من أن تدخل من كل تلك الأبواب، وأن تغترف من كل تلك العلوم، ثم أن تذهب في جولةٍ مطولةٍ في دهاليز ما يعرف قديما بـ "لحن العامة" وحديثاً بـ "الأخطاء الشائعة". فالتدقيق اللغوي في الحقيقة "حديث شجون").

ينقسم الكتاب إلى قسمين رئيسيين؛ أحدهما للمقدمات النظرية، يتضمن التعريفات الضرورية، والقواعد المنهجية لعملية التدقيق اللغوي. والقسم الثاني للمقدمات التطبيقية، عُرضت فيه نماذج "نموذجية" من الأخطاء الشائعة، مع تصحيحها بالرجوع إلى إلى المصادر، لا قصداً إلى حصر الأخطاء المتداولة،فهي عصية على الحصر، والمزيد منها يتفتق كل يوم، بل محاولة لاستجلاء المنهج العلمي الصحيح في معالجة الأخطاء الشائعة.

وفي الختام قدم المؤلف مجموعة من الملاحظات والتوصيات من واقع التجربة، من أجل الرفع من مستوى عملية التدقيق اللغوي، ومن أجل مكانة أرسخ للغة العربية الفصحى في الإعلام المعاصر.
واحتوى الكتاب أخيراً على ملحقين، على علاقة قوية بموضوعه؛ أولهما عن علامات الترقيم، والآخر عن تعريب الأسماء الأعجمية.