إلى مرتادي الإنترنت
الوصف: لاشك أن أبناء هذا الزمان محظوظون بهذا التدفق الهائل من المعلومات على كل المستويات، حيث صا
لاشك أن أبناء هذا الزمان محظوظون بهذا التدفق الهائل من المعلومات على كل المستويات، حيث صار في إمكان كل واحد منا أن يحصل على الكثير من القضايا والمسائل المتصلة بالحياة والأحياء، كما أن طبيعة الشبكة العنكبوتية قد أتاحت لكل الناس أن يتحدثوا وينشروا ويعبروا عن آرائهم، وينتقدوا ما يقرؤونه بحرية كبيرة ...
لكن بما أن الخير كثيراً ما يكون مشوباً بالشر، كما أن الشر كثيراً ما يكون مشوباً بالخير فإن كثيراُ من الشباب وغيرهم يقعون في الكثير من الأخطاء خلال تصفحهم للإنترنت وتفاعلهم مع ما ينشر عليها، ولعل من ذلك الآتي:
1- بما أن في إمكان من يدخل على الإنترنت أن يخفي شخصيته، وينتحل لنفسه اسماً غير اسمه، فقد صار شعور الناس بالمسؤولية عما يقولون ضئيلاً، فهم لا يدققون فيما يقولون، ويندفعون في اتجاه الشتيمة والسباب لمن يخالفهم في الرأي والتوجه، وعلى هؤلاء أن يتذكروا جيداً أن الله -تعالى- مطلع على سرائرهم عالم بما يسرون وما يعلنون، وهو مجازيهم عليه، ولهذا فلا بد من كبح جماح النفس عن المسارعة إلى القول بغير علم والتهجم على الناس ...
2- كثير مما يطرح في المنتديات هو عبارة عن وجهات نظر وآراء شخصية، ومن هنا فإن من الطبيعي أن نختلف حوله ونحن مطالبون تجاه المختلف فيه بأمرين:
الأول هو عدم اللجوء إلى الاتهام وتجريم النيات، فالله وحده هو الذي يعلم دوافع الناس، وحين ندعي معرفتها فإننا ندخل في باب الظن والقول بغير علم، وسيسألنا الله -تعالى- عن ذلك. لنناقش الفكرة ولنوضح عيوبها والمآخذ عليها، ولكن من غير حديث عن الأمور الشخصية لقائلها ومن دون اتهام لنواياه.
الأمر الثاني هو الارتقاء بلغة الخطاب، ويؤسفني أن كثيراً من الناس يستخدمون الألفاظ المقذعة والقبيحة، ويتمادون في السب والشتم فيؤذون بذلك أنفسهم وإخوانهم ويجرحون الذوق العام من غير أي مسوغ ومن غير أي فائدة. لنرفع شعار:" الارتقاء بالخطاب العام مسؤولية جماعية"
3- على الإنترنت نصوص كثيرة كتبت بطريقة محرفة وأحاديث موضوعة يستشهد بها الناس دون معرفة بأنها موضوعة، وعلى الانترنت معلومات و أرقام تنتمي إلى مجالات كثيرة و منوعة وكثير منها مزور أو غير دقيق وعلى الإنترنت شائعات كثيرة وكلام كثير لا أصل له، وعلينا الانتباه لذلك والحذر منه حتى لا نزيد الطين بلة، ونسهم في زيادة الغلط وتشويه العقل المسلم.