فنون إهدار الطاقات

الوصف: لم يُبتلَ الناس بشيء، مثل إهدار الطاقات، وتضييع الفرص، وتعطيل إمكانات كانت ستحدث أثرها لو استُغلت الاستغ


صورة القسم 1

لم يُبتلَ الناس بشيء، مثل إهدار الطاقات، وتضييع الفرص، وتعطيل إمكانات كانت ستحدث أثرها لو استُغلت الاستغلال الأعظم، واستُثمرت الاستثمار الأمثل .
له طاقةٌ كالدر حسنا وجودةً فمالِ لبيب القوم لا يتفكرُ
• يتفنن بعضنا في تضييع طاقاته، وتعطيل مواهبه التي وهبه الباري تعالى، من كلِم جميل، أو تخصص فذ، أو قلمٍ سيال، أو بيان آسِر، أو صنعة جذابة، أو قدرة قيادية، أو إنجاز مهمات، أو سعة خلقية،،، وغيرها، ولكن قد يهملونها وهم لا يشعرون .
• وفئة الشباب من الجنسين هم طلائع البناء ونخلات المستقبل، ومزاهير النهوض والبلوغ والعلاء، ( وشبابَك قبل هرمك ) والسؤال عنهم ومتابعتهم من الضرورات الاجتماعية والشرعية، وتقصيرنا تجاههم قد يوسع الهدر والتبديد .

• ولذلك صور واتجاهات :
١- التوسع في الملاهي والترف، وجعلها متحكمة على جدولك ونظامك اليومي . وقد صح( نهيه صلى الله عليه وسلم عن كثير من الإرفاه) . بالكسر أي التنعم ، رواه أبو دَاوُدَ وغيره .
٢- محاولة دفع المسؤولية وإلقاء التبعة على الآخرين من إمامة و خطابة أو مشاركة أو توجيه ونصيحة بحيث يتربع بعضهم في ( مستنقع السلبية ). والتربية التخلفية الخاطئة قد تسهم في ذلك وتحمل صغار الفتيان إلى الاعتذار واختيار الانزواء والسلبية، وهذا خلاف المنهج النبوي السديد، وقد كان ابن شهاب الزهري ـ رحمه الله ـ يشجع الصغار ويقول: ( لا تحتقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل، دعا الفتيان فاستشارهم يتبع حدة عقولهم ).

٣- التفكير الدنيوي المادي : المتنفس على لعاعة وملاذ، أكثر الأوقات ! ولا حرج في الاستغناء الذاتي ، ولكن المبالغة الموحية بهلكة قادمة أو إجداب قاتل، من سوء التصرف وعَمَى البصيرة الشرعية والواقعية،،! لأن المتدين الواعي لا يُضاهى بغيره..!
٤- الاستسلام للواقع الاجتماعي والثقافي والإبداعي والنخبوي، وأن ليس في الإمكان أبدع مما كان، ووجود رموز ثقافية وإسلامية مؤثرة كاف في اعتقادهم، وارتفاع التبعات ..!
٥- عدم الاهتمام بالإنجاز الذاتي والفاعلية المنتجة، وتنمية البدن على حساب تنمية العقل والروح .
يا خادمَ الجسم كم تسعى لراحته أتعبتَ نفسك فيما فيه خسرانُ
أقبل على الروح واستكمل فضائلَها فأنت بالروح لا بالجسم إنسانُ

٦- اعتقاد أن حياة الجد والعصامية مورثة المتاعب وجالبة الأكدار ، وانعدام التفكير في عاقبتها وثمارها المجتناة .وفي الحديث: ( ومن يتصبر يصبره الله ).
٧- إيثار الراحة على العمل، والترف على الجد، والواقعية على المستقبل، وقديما قد استعاذ الفاروق عمر رضي الله عنه من ( جلَد الفاجر وعجز الثقة ) . وما أكثر الثقات العاجزين هذه الأيام...!
٨- التوسع المنامي المهدر للساعات، والمبالغة في الطعام المستغرقة للزمان وكنوزه وحلاوته ودرره.
٩- استسهال التنظير والكلام المعسول دون الدخول في التطبيقات وأخذ زمام المبادرات قال تعالى( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ) سورة آل عمران .
١٠- الزهادة في تقديم الخدمات والمشاركات الاجتماعية ، وهو ناتج لضعف ثقافة العمل التطوعي في الوطن العربي، وبعض الجهات تُمارس لونا من الإهمال والتعويق وعدم التعريف وتنزيل المبادرات والفعاليات .
١١- اعتقاد أن الفترة الشبابية: منحة للهو والضياع والمتعة غير المحدودة، وبالتالي يضيع الوقت والروح، وقد تصيب معاصي أو تُبتلى بقاذورات، والله المستعان .

وقد قال الإمام مالك للشافعي رحمهما الله ( إن الله قد جعل عليك نور الطاعة فلا تطفئه بظلمة المعصية ). وللمعلمين والشيوخ ومؤسسات التعليم دور في انتشال النشء والشباب والأخذ بأيديهم إلى الجادة والاتجاه الصحيح، وجعلهم مشاعل نور لدينهم وأوطانهم ...
١٢- الاستلاب التقني الشاغل: ومع فضائل التقنية وإنجازاتها إلا أنها أسهمت في تغييب الوقت والفكر، والمهن الفاعلة وصنعت رأيا عاما في الاعتذار والاكتفاء وعدم الانطلاق للأمام، وقيدت آخرين بقيود الكسل والتراخي، حتى أصيب بعضنا (بالإدمان الالكتروني)، ولا يكاد ينفك عنها، وينتهي دوره عند القراءة والله المستعان.
١٣- تحويل الهمة والنشاط الداخلي لمسرح إلهائي، يمنع من الاستثمار والمبادرة الحقيقية ، وقد قال الجُنيد رحمه الله: ( عليك بحفظ الهمة، فإنها مقدمة الأشياء ).

١٤- مغادرة واحة الإيجابية للعيش على الطريقة العامية كلاما وسلوكا وتفكيرا، وينسى تكريم الله له بحسن الخلق والعقل والعلم ( ولقد كرمنا بني آدم ) سورة الإسراء .... وفي ظل الانفجار المعرفي تتعاظم العقول شكرا لله على نعمه الجليلة، وموانحه الفائقة ، فكيف يُغفل عن ذلك.،؟!
١٥- سوء فهم اكتشاف الذات وميل النفس المناسب الإبداعي، بحيث تخوض النفوس ميولاتها، وتسلك رغائبها، وهو ما يفقهه المربون وأصحاب الدراية والبصائر، ولكن لنمنحهم وقتا وفكرا ودعما،،والله الموفق .