هل صح حديث عن الذكر الخفي الذي لا يعلم به إلا الله ؟
الوصف: هل صح حديث عن الذكر الخفي الذي لا يعلم به
هل صح حديث عن الذكر الخفي الذي لا يعلم به إلا الله؟ أود أن أعرف الذكر الخفي، فقد قرأت هذا الحديث في كتاب يقول: إن هناك ذكرا يسمى الذكر الخفي، حتى الملائكة المخصصة لكتابة جميع أعمالنا لا تعلم شيئا عن هذا الذكر، فلا يعلمه إلا الله الذي سيظهر هذا الذكر الخفي يوم القيامة. فهل هناك حقا ذكر يسمى الذكر الخفي، وهل هناك حديث يخص هذا الذكر الخفي؟ وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله
أولا:
لعل الحديث المقصود في السؤال هو ما يُروَى عن عائشة رضي الله عنها قالت:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضِّلُ الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك سبعين ضعفا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل الذكر الخفي الذي لا يسمعه الحفظة سبعين ضعفا، فيقول: إذا كان يوم القيامة، وجمع الله لحسابهم، وجاءت الحفظة بما حفظوا وكتبوا، قال الله لهم: انظروا هل بقي له من شيء؟ فيقولون: ربنا ما تركنا شيئا مما علمناه وحفظناه إلا وقد أحصيناه وكتبناه. فيقول الله تبارك وتعالى له: إن لك عندي خبئا لا تعلمه، أنا أجزيك به، وهو الذكر الخفي)
رواه أبو يعلى في " المسند " (8/182)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (2/83)، والديلمي في " الفردوس " (2/249) وغيرهم.
من طريق معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
وهذا إسناد ضعيف بسبب معاوية بن يحيى الصدفي، قال فيه يحيى بن معين: هالك، ليس بشيء.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، في حديثه إنكار. وقال أبو داود والنسائي: ضعيف.
وقال ابن عدي: عامة رواياته فيها نظر.
وقال ابن حبان: كان يشتري الكتب ويحدث بها ثم تغير حفظه فكان يحدث بالوهم.
وقال الساجي: ضعيف الحديث جدا، وكان اشترى كتابا للزهرى من السوق، فروى عن الزهري.
انظر: " تهذيب التهذيب " (10/220)
ولذلك حكم أهل العلم على حديثه هذا عن الذكر الخفي بالضعف:
قال البيهقي رحمه الله: " تفرد به معاوية بن يحيى الصدفي، وهو ضعيف " انتهى " شعب الإيمان " (2/84)
ثانيا:
وقد روي عن عائشة رضي الله عنها موقوفا بلفظ:
(الذكر الخفي الذي لا يكتبه الحفظة يضاعف على ما سواه من الذكر سبعين ضعفا)
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (6/85) قال: حدثنا أبو داود، عن هشام، عن يحيى، عن رجل، عن عائشة.
وهذا سند ضعيف فيه رجل مبهم.
وروي أيضا عنها بلفظ:
(الذكر الذي لا تسمعه الحفظة يضاعف على الذي تسمعه الحفظة بسبعين ضعفا، فإذا كان يوم القيامة
قال الله للعبد: لك عندي كنز لم يطلع عليه أحد غيري وهو الذكر الخفي)
رواه أبو عبد الله الأندلسي المعروف بـ ابن أبي زمنين (ت399هـ) في " رياض الجنة " (ص/146)
من طريق عبد الله بن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، أن عائشة قالت: فذكره.
وهذا سند ضعيف أيضا فيه عبد الله بن لهيعة، ومنقطع ما بين سعيد بن أبي هلال وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
والحاصل: أنه لا يثتب شيء في ذكر معين أنه يسمى " الذكر الخفي "، أو أن له فضلا خاصا، ليس لغيره من الأذكار.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب