موعد مع الذكر

الوصف: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعدهأفلا يكون


صورة القسم 1

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده

أفلا يكون للقلوب موعد مع ذكر الله؟

الذكر من أنفع العبادات وأعظمها وقد جاء فى فضله الكثير من الآيات

والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة ولست الآن بصدد ذكر فضل الذكر والأذكار المختلفة

لكن أحببت أن نقف جميعا ً عند محطة مهمة جداً فى الذكر ألا وهى

..............حضور القلب فى الذكر.................

يقول الله عز وجل:

" وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِين َ "

وقد جاء فى تفسير الآية _ تفسير السعدى _

الذكر لله تعالى، يكون بالقلب، ويكون باللسان، ويكون بهما، وهو أكمل أنواع الذكر وأحواله،

فأمر الله، عبده ورسوله محمدا أصلا، وغيره تبعا، بذكر ربه في نفسه أي:مخلصا خاليا.

" تضرعا ": بلسانك، مكررا لأنواع الذكر،

" وخيفة ": في قلبك بأن تكون خائفا من الله، وجل القلب منه، خوفا أن يكون عملك غير مقبول.

وعلامة الخوف أن يسعى ويجتهد، في تكميل العمل وإصلاحه، والنصح

به.

......: فللذكر درجات:........

قال ابن القيم رحمه الله:

" وهي [أي أنواع الذكر] تكون بالقلب واللسان تارة، وذلك أفضل الذكر، وبالقلب وحده تارة،

وهي الدرجة الثانية، وباللسان وحده تارة وهي الدرجة الثالثة. فأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان،

وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده ؛ لأن ذكر القلب يُثمر المعرفة، ويهيج المحبة، ويثير الحياء،

ويبعث على المخافة، ويدعو إلى المراقبة، ويزع (أي: يمنع) عن التقصير في الطاعات والتهاون في المعاصي والسيئات.

وذكر اللسان وحده لايوجب شيئا منها، فثمرته ضعيفة ". انتهى من " الوابل الصيب من الكلم الطيب "

فأما الذكر باللسان والقلب لاهٍ فهو قليل الجدوى،لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

{اعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه } رواه الحاكم و الترمذي

وحسنه.

.....: أحضر قلبك فقلبك يحتاج للذكر:.....

وكما ذكر الامام ابن القيم من فوائد الذكر

في القلب خلة وفاقة لا يسدّها شيء البتة إلا بذكر الله عز وجل، وفى مقولة أخرى للإمام بن القيم أيضاً

سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول:

الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟!

قال تعالى

" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " " [الرعد:28].

كيف يطمئن القلب بالذكر والقلب مشغول بكل مشاغل الدنيا؟؟، كيف تخشع القلوب وتدمع العيون وتسكن النفس والقلب غافل لاه؟؟.

......: واجب عملى:.......

ابحث فى قلبك عن حلاوة ذكر الله

قال الحسن البصري رحمه الله تعالى:

[تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وفي قراءة القرآن، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق].

إن كنت تشتغل بالاستغفار، استحضر فى قلبك طلب المغفرة والعفو من الله،

وإن كنت تسبّح، تذكر بقلبك عظمة الله،

وإن كنت تشتغل بالحمد

فتذكر نِعَم الله عليك التى لاتُعَد ولا تُحصى

وإن كنت تشتغل بالتهليل " لاإله إلا الله " فابعد عن قلبك كل شاغل يشغله عن الله تعالى.

ومن الأسباب المعينة على حضور القلب فى الذكر التمهل بالذكر وعدم العجلة

......: استفسار مهم:......

أحيانا ً كثيرة يشتغل لسان كل ٌ منا بالذكر، هل نترك الذكر باللسان لأن القلب غافل؟

لاتترك ذكر اللسان لأن قلبك غافل، لأن الغفلة عن ذكر الله أكبر من الغفلة فى ذكر الله، والذكر باللسان فيه اشتغال للسان عن الغيبة والنميمة وآفات اللسان وأيضا ً لربما ينتقل الذكر فى لحظة من اللسان إلى القلب فيشتغل القلب واللسان بالذكر

وكما يقول ابن عطاءالله السكندري:

(لا تترك الذكر لعدم حضور قلبك مع الله تعالى فيه، لأن غفلتك عن وجود ذكره،

أشد من غفلتك في وجود ذكره، فعسى أن يرفعك [الله] من ذكر مع وجود غفلةإلى ذكر مع وجود يقظة،

ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور، ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع وجود غَيْبَةٍ عما سوى المذكور،

وما ذلك على الله بعزيز) [ " إيقاظ الهمم في شرح الحكم " ]

فعلى الإنسان ملازمة الذكر باللسان حتى يفتح القلب، وينتقل الذكر إليه، فيكون من أهل الحضور مع الله تعالى

، مستحضر اً قول الله عز وجل:

" وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ " [الأعراف:205]

ولما لا يكون السؤال

لماذا نتوقف عند ذكر الله باللسان فقط؟ لما لانشغل القلب بذكر الله؟

(فائدة)من كتاب الفوائد لابن القيم

تواطؤ اللسان والقلب على ذكر الله

من الذاكرين من يبتديء بذكر اللسان وان كان على غفلة، ثم لا يزال فيه حتى يحضر قلبه فيتواطأ على الذكر.

ومنهم من لا يرى ذلك ولا يبتديء على غفلة بل يسكن حتى حتى يحضر قلبه فيشرع في الذكر بقلبه، فاذا قوي استتبع لسانه فتواطآ جميعا.

فالأول ينتقل الذكر من لسانه الى قلبه. والثاني ينتقل من قلبه الى لسانه، من غير أن يخلو قلبه منه،

بل يسكن أولا حتى يحس بظهور الناطق فيه. فاذا أحس بذلك نطق قلبه ثم انتقل النطق القلبي الى الذكر اللساني

ثم يستغرق في ذلك حتى يجد كل شيء منه ذكرا، وأفضل الذكر وأنفعه ما واطأ فيه القلب اللسان وكان من الأذكار النبوية

وشهد الذاكر معانيه ومقاصده.

.........: أخيرا ً:........

قال تعالى

" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ " [الأنفال: 2]

متى وكيف نحقق هذه الآية؟

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك