دعاءُ الغريقِ
الوصف: الحمدُ للهِ مجيبِ دعوةِ المضطرِ، وكاشفِ الكَرْبِ والضُرِّ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له عالمُ الجهرِ والسرِّ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آلهِ وصحبِه ذوي اليُمْنِ والطُّهْرِ؛ أما بعدُ:
دعاءُ الغريقِ
الحمدُ للهِ مجيبِ دعوةِ المضطرِ، وكاشفِ الكَرْبِ والضُرِّ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له عالمُ الجهرِ والسرِّ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آلهِ وصحبِه ذوي اليُمْنِ والطُّهْرِ؛ أما بعدُ:
فاتقوا اللهَ - عبادَ اللهِ -؛ ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ﴾
أيها المؤمنون!
دعاءُ الغريقِ أبلغُ وصْفٍ شُبِّهَ به تمامُ حالِ الداعي، وبلوغُه الغايةَ التي بها تكونُ إجابةُ دعائه متحققةً؛ لا يحولُ دونها حائلٌ، ولا يمنعُ منها مانعٌ؛ لِيبقى ذلك الدعاءُ بكرامتِه على اللهِ عمادًا صامدًا في استجلابِ فرجِ اللهِ ونعمائِه حين تتهاوى بقيةُ الأسبابِ ولم تَعُدْ تُجْدي على أربابِها شيئًا. يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « يأتي عليكم زمانٌ لا ينجو فيه إلا مَن دعا دعاءَ الغريقِ »؛ رواه الحاكمُ وصحّحه ووافقه الذهبيُّ.
فما سِرُّ حَفاوةِ اللهِ بهذا الدعاءِ وكرامتِه عليه؟ إنَّ حالَ الغَرَقِ أجلى صورِ الاضطرارِ الذي أخبرَ اللهُ بإجابتِه دعاءَ أهلِه، كما قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾ [النمل: 62]. وانفردتْ دعوةُ الغريقِ بما حَوَتْهُ مِن جُللِ معاني العبوديةِ بمزيدِ اضطرارٍ غَدَتْ به كريمةً عند اللهِ، أثيرةً عليه. إنَّ دعاءَ الغريقِ قد بلغَ في سماءِ التعلقِ المَحْضِ باللهِ -تعالى-والإفلاسِ مما عداه ذِروةَ السَّنامِ؛ وذاك أشرفُ حالٍ للعبدِ وأعزُّه عند اللهِ، يقولُ ابنُ القيمِ: (وأقربُ بابٍ دخلَ منه العبدُ على اللهِ –تعالى- هو الإفلاسُ؛ فلا يَرى لنفسه حالًا، ولا مقامًا، ولا سببًا يتعلق به، ولا وسيلة منه يَمُنُّ بها، بل يَدخلُ على اللهِ –تعالى- من بابِ الافتقارِ الصِّرْفِ، والافلاسِ المَحْضِ، دخولَ مَن كسَرَ الفقرُ والمسكنةُ قلبَه حتى وصلتْ تلك الكَسْرةُ إلى سويدائه فانصدعَ وشَمِلَتُه الكَسْرةُ مِن كلِّ جهاتِه، وشَهِدَ ضرورتَه إلى ربِّه -عزَّ وجلَّ-، وكمالَ فاقتِه وفقرِه إليه، وأنَّ في كل ذرةٍ من ذراتِه الظاهرةِ والباطنةِ فاقةً تامةً، وضرورةً كاملةً إلى ربِّه -تبارك وتعالى-، وأنَّه إنْ تخلَّى عنه طرفةَ عينٍ هلَكَ وخَسِرَ خسارةً لا تُجْبَرُ، إلا أنْ يعودَ اللهُ –تعالى- عليه ويتداركَه برحمتِه. ولا طريقَ إلى اللهِ أقربُ من العبوديةِ).
والغريقُ إذ يدعو فإنه قد تيّقنَ بَوارَ حيلتِه وانقطاعَ قوَّتِه؛ حتى باتَ مِن مَضْربِ المثلِ بالمعدومِ تشبيهُهُ بحيلةِ الغريقِ، وكان ذلك العدمُ عينَ حقيقةِ تعلُّقِ المخلوقِ بالمخلوقِ دون الخالقِ، قال أبو يزيدَ البسطاميُّ: " استغاثةُ المخلوقِ بالمخلوقِ كاستغاثةِ الغريقِ بالغريقِ ". ودعوةُ مَن رأى بعينِ اليقينِ إفلاسَ حيلتِه وانقطاعَ حيلةِ كلِّ مخلوقٍ قد بلغتْ مِن صدقِ الافتقارِ ما لا تفي العبارةُ وصْفَه! ودعوةُ الغريقِ قد ارْتوتْ مِن مَعينِ الإخلاصِ الصافي ما أزاحَ الحُجُبَ دونها ونقّاها مِن كلِّ شائبةٍ تُضْعِفُ الإجابةَ؛ فمَن ذا الذي –سوى اللهِ- يَخْطُرُ على قلبِ الغريقِ حين يدعو مُصارِعًا غمراتِ الموتِ والأمواجُ مُطِيفة به؟! بذلك الإخلاصِ اللَّحْظِي نجّى اللهُ المشركين حين دعَوْه، ولم يكنْ في قلوبِهم مَرْجُوًّا سواه. قال تعالى: ﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُون ﴾ [العنكبوت: 65].
ودعوةُ الغريقِ قد أُتْرِعَتْ مِن زُلالِ كأْسِ حُسْنِ الظنِّ باللهِ الدِّهاقِ أقوى ما يكونُ من الرجاءِ في اللهِ والانقطاعِ مما عداه؛ فجاءتْ إجابةُ اللهِ لها مِن جنسِ ظنِّها، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي "؛ رواه البخاريُّ ومسلمٌ. قال يحيى بنُ معاذٍ: " أَوْثَقُ الرَّجَاءِ رَجَاءُ الْعَبْدِ رَبَّهُ، وَأَصْدَقُ الظُّنُونِ حُسْنُ الظَّنِّ بِاللّهِ "، وقال إبراهيمُ بنُ شيبانَ: " حسْنُ الظنِّ باللهِ هو اليأسُ عن كلِّ شيءٍ سوى اللهِ -عزَّ وجلَّ- ". ولئن كانت تلك المعاني قد أَكسبتْ دعاءَ الغريقِ تلك المكانةَ عند اللهِ؛ فكيف إنْ كانت دعوةً مِن نبيٍّ مُعَلَّمٍ، دعا بها غريقًا في بطنِ حوتٍ في ظلماتِ البحرِ اللُّجيِّ؛ فنجّاه اللهُ بها، يقولُ اللهُ –تعالى-: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 87، 88]، يقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَه " رواه الترمذيُّ وصحّحه الحاكمُ.
قال ابنُ القيمِ: " وَأَمَّا دَعْوَةُ ذِي النُّونِ، فَإِنَّ فِيهَا مِنْ كَمَالِ التَّوْحِيدِ وَالتَّنْزِيهِ لِلرَّبِّ –تَعَالَى- وَاعْتِرَافِ الْعَبْدِ بِظُلْمِهِ وَذَنْبِهِ مَا هُوَ مِنْ أَبْلَغِ أَدْوِيَةِ الْكَرْبِ وَالْهَمِّ وَالْغَمِّ، وَأَبْلَغِ الْوَسَائِلِ إِلَى اللَّهِ- سُبْحَانَهُ- فِي قَضَاءِ الْحَوَائِجِ؛ فَإِنَّ التَّوْحِيدَ والتنزيه يتضمِّنانِ إثباتَ كلِّ كمالٍ للهِ، وَسَلْبَ كُلِّ نَقْصٍ وَعَيْبٍ وَتَمْثِيلٍ عَنْهُ. وَالِاعْتِرَافُ بِالظُّلْمِ يَتَضَمَّنُ إِيمَانَ الْعَبْدِ بِالشَّرْعِ وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، وَيُوجِبُ انْكِسَارَهُ وَرُجُوعَهُ إِلَى اللَّهِ، وَاسْتِقَالَتَهُ عَثْرَتَهُ، والاعترافَ بعبوديتِه، وافتقارَه إلى ربِّه، فها هنا أَرْبَعَةُ أُمُورٍ قَدْ وَقَعَ التَّوَسُّلُ بِهَا: التَّوْحِيدُ، وَالتَّنْزِيهُ، وَالْعُبُودِيَّةُ، وَالِاعْتِرَافُ "، " فالتوحيدُ يُدْخِلُ العبدَ على اللهِ، والاستغفارُ والتوبةُ يَرْفَعُ المانعَ، ويُزِيلُ الحجابَ الذي يحْجِبُ القلبَ عن الوصولِ إليه؛ فإذا وصلَ القلبُ إليه زالَ عنه همُّه وغمُّه وحزنُه، وإذا انقطعَ عنه حَصَرَتْهُ الهمومُ والغمومُ والأحزانُ وأَتَتْهُ مِن كلِّ طريقٍ ودخلتْ عليه مِن كلِّ بابٍ ".
عبادَ اللهِ!
إنَّ استشعارَ الداعي حالَه إنْ تخلّى اللهُ عنه وخَذَلَه كحالِ الغريقِ، وإبصارَه المعانيَ الكبرى التي جعلتْ لدعوةِ الغريقِ الحظْوةَ عند اللهِ؛ لَمِنْ أعظمِ ما يَحْمِلُه على لزومِ عَتَبَةِ الدعاءِ الذي به نجاتُه، كما كانت دعوةُ الغريقِ سببَ نجاتِه، يقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: " فالمسؤولُ كائنًا مَن كان لا يَفعلُ شيئًا إلا بمشيئةِ اللهِ وقدرتِه؛ فهو أحوجُ إلى معونةِ اللهِ مِن الغريقِ إلى مَن يُخلِّصُه؛ فإنَّ الغريقَ غايتُه أن يموتَ؛ وهذا إنْ لم يُغِثْهُ اللهُ لم يفعلْ شيئًا قطَّ؛ بل هَلَكَ، فافتقارُ الخلْقِ إلى الخالقِ أعظمُ مِن افتقارِ الغريقِ إلى المُنْقِذِ، والمسجونِ إلى مَن يرسلُه، ولهذا قيل: استغاثةُ المخلوقِ بالمخلوقِ أبلغُ مِن هذا، كالاستغاثةِ بالمعدومِ ".
هذا مع ما تُفْضي إليه بَرَكةُ الدعاءِ مِن ثمارٍ تَطِيبُ بها الحياةُ، وتُقضى بها الحوائجُ، وتُدفع بها الشرورُ، وتُدرَكُ بها عزةُ الإيمانِ والسموُّ عن مِنّةِ المخلوقين وإذلالِهم.
يا ربِّ مَن للهالكِ الغريقِ
ليس له سواك مِن رفيقِ
|
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ.
أما بعدُ، فاعلموا أن أحسنَ الحديثِ كتابُ اللهِ...
أيها المؤمنون!
لَئن كان استشعارُ المؤمنِ افتقارَه إلى اللهِ كحالِ الغريقِ مطلوبًا في كلِّ شأنِه؛ فإنَّ ذلك الاستشعارَ يتأكَّدُ حالَ شدةِ الخطِرِ الذي يَدْهَمُ الدِّينَ كحالِ الفتنِ، أو كان كرْبًا يتعلَّقُ بعمومِ الأمةِ، ومن هنا تواطأتْ وصايا أهلِ العلمِ بلزومِ دعاءِ الغريقِ في هذه الأحوالِ؛ إذ هو أرجى أسبابِ الخلاصِ من تلك المخاطرِ والأهوالِ، قال أبو هريرةَ -رضي اللهُ عنه-: " تكونُ فتنةٌ لا ينجِّي منها إلا دعاءٌ كدعاءِ الغريقِ"، وقالت فاطمةُ النيسابوريةُ: " الصادقُ المقرَّبُ في بحرٍ تضطربُ عليه أمواجٌ، يدعو ربَّه دعاءَ الغريقِ يسأل ربَّه الخلاصَ والنجاةَ"، وقال العنبريُّ: " اجتمع أصحابُ الحديثِ على بابِ الفضيلِ بنِ عياضٍ، فاطلَّعَ عليهم مِن كُوَّةٍ (أي: نافذةٍ) وهو يبكي ولحيتُه تَرْجُفُ، فقال: عليكم بالقرآنِ، عليكم بالصلاةِ... إنما هذا زمانُ بكاءٍ وتضرّعٍ واستكانةٍ ودعاءٍ كدعاءِ الغريقِ، إنما هذا زمانُ احفظْ لسانَك وأَخْفِ مكانَك وعالجْ قلبَك وخذْ ما تَعْرِفُ ودعْ ما تُنْكِرُ "، وكَتَبَ سفيانُ الثوريُّ موصيًا أحدَ إخوانِه قائلًا: " وقد كدَّرَ هذا الزمانَ، أنه لَيشتَبِهُ الحقُّ والباطلُ، ولا ينجو مِن شرِّه إلا مَن دعا بدعاءِ الغريقِ "، ولما تولى عمرُ بنُ عبدِالعزيزِ الخلافةَ كَتَبَ إليه أحدُ العلماءِ: " اعْتصمَ بِاللَّه -يَا عمر- اعتصامَ الغريقِ بِمَا ينجِّيه مِن الْغَرق، وَليكنْ دعاؤك دُعَاء الْمُنْقَطعِ المُشْرِفِ على الهَلَكَةِ؛ فإنّك قد أَصبَحتَ عَظِيمَ الْحَاجةِ، شَدِيدَ الإشرافِ على المعاطِبِ ". وكان مِن إرشادِ العالِمِ الألبانيِّ للناسِ في فتنةٍ قد حَلَّتْ بالأمةِ أنْ قالَ: " ليس لنا إلا أنْ ندعوَ دعاءَ الغريقِ ". " فَإِذَا كَانَ اللَّهُ –تَعَالَى- لَا يَرُدُّ يَدَ مَنْ يَرْفَعُهَا إِلَيْهِ صِفْرًا، وَهُوَ لَهُ عَاصٍ وَلِأَمْرِهِ تَارِكٌ، وَعَنْ أَدَاءِ حُقُوقِهِ مُعْرِضٌ؛ فَمَا ظَنُّكَ بِمَنْ يَرْفَعُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ مُفْتَقِرًا إِلَيْهِ، مُتَذَلِّلًا لَهُ، مُعْتَذِرًا إِلَيْهِ، مُقْبِلًا عَلَيْهِ، يَسْأَلُهُ سُؤَالَ الْمُضْطَرِّينَ، وَيَدْعُوهُ دُعَاءَ الْغَرِيقِ، وَيَتَضَرَّعُ لِعَفَوْهِ تَعَرُّضَ مَنْ لَا يَسْتَأْهِلُ لِنَفْسِهِ حَالًا، وَلَا يَرَى لِنَفْسِهِ فضلًا، لَا يَرْجُو إِلَّا فَضْلَهُ، وَلَا يَعْتَمِدُ إِلَّا عَلَى كَرَمِهِ، سُبْحَانَ الْكَرِيمِ ذِي الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ".
أَرَى عِلَلَ الدُّنْيَا تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
عَلَيْنَا كَأَطْرَافِ الْأَسِنَّةِ فِي الْقَنَا
أَخُوضُ مِنَ الدُّنْيَا غُرُورًا كَأَنَّهُ
سَرَابٌ مِنَ الْآمَالِ وَاللَّهْوِ وَالْمُنَى
وَلِي كُلَّ يَوْمٍ بِالْمَنَايَا مُعَرِّضٌ
مِنَ الْحَادِثَاتِ لَيْسَ غَيْرِي بِهَا عَنَى
كَفَى عَجَبًا أَنِّي أَمُوتُ وَأَنَّنِي
مُكِبٌّ عَلَى الدُّنْيَا وَأَبْنِي بِهَا الْبِنَا
تَعَلَّقْتُ بِالدُّنْيَا غُرُورًا بِلَهْوِهَا
إِذَا اسْتَحَيَتِ الدُّنْيَا هُنَا قُلْتُ ها هُنَا
وَمَا أَنَا إِلَّا كَالْغَرِيقِ تَشَبَّثَتْ
يَدَاهُ الْتِمَاسًا لِلْحَيَاةِ بِمَا دَنَا
وَمَا أَنَا إِنْ لَمْ يُلْبِسِ اللَّهُ سِتْرَهُ
وَمَا أَنَا إِنْ لَمْ يَرْحَمِ اللَّهُ مَنْ أَنَا
|