بـ"بسم الله" تطيب الحياة

الوصف: 1- فضائل وثمرات وأهمية المحافظة عليها.


صورة القسم 1

بـ"بسم الله" تطيب الحياة

 

1- فضائل وثمرات وأهمية المحافظة عليها.

2- المواضع والأحوال التى يُستحَبُّ أن تُقال فيها.

(مستفاد من تفريغ لخطبة للشيخ على غلاب حفظه الله).

 

الهدف من الخطية:

التذكير بفضائل هذه الكلمة وأهميتها في حياة المسلم اليومية، مع فرصة التذكير بكثير من الأذكار التي تتكرر مع المسلم في حياته اليومية؛ فيكون بذلك نفع وخير عظيم بإذن الله تعالى.

 

مقدمة ومدخل للموضوع:

أيها المسلمون، عباد الله، موعظتنا بإذن الله تعالى اليوم بعنوان: (بـ"بسم الله" تطيب الحياة) وهل تطيب الحياة إلا بذكر الله جل في علاه؟! قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

 

فإذا رأيت مَن يشكو من قلة البركة في بيته ورزقه فقل له: أين بيتك من بسم الله؟ وإذا جاءك من يشتكي من كثرة المشاكل في بيته مع زوجته ومع أولاده فقل له: أين بيتك من بسم الله؟ وإذا جاءك من يشتكي من فساد الذرية وانحراف الأولاد فقل له: أين أنت من بسم الله؟ وإذا جاءك من يخشى على نفسه ويخاف الوقوع فى الضرر فقل له: أين أنت عند دخولك وخروجك من بسم الله؟

 

فإن "بسم الله" أفضلُ ما قد قيل، وأفضل ما يقال، وأفضل ما يُبدأ به كل أمر ذي بال، "بسم الله" افتتح بها المولى عز وجل كتابه العزيز، وعندما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أول ما سمع هو لفظ يتضمن الأمر بالبسملة: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، وفيه الإشارة إلى بدء الأمور ذات الشأن باسم الله تعالى وحده.

 

"بسم الله" أول ما نطق به نوح عليه السلام عندما ركب سفينة النجاة، "بسم الله" استهل بها سليمانُ عليه السلام كتابه إلى بلقيس ملكة سبأ، وبدأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم رسائله إلى الملوك لدعوتهم إلى الإسلام.

 

‏ومعناها: أبدأ أمري متبركًا بـ"بسم الله" ومستعينًا بالله سبحانه وتعالى، واستمدُّ العون منه وأتبرَّأ من حولي وقوَّتي.

 

الوقفة الأولى: فضائل وثمرات المحافظة عليها:

1- من قالها وحافظ عليها عند كل صباح ومساء لم يضرَّه شيء ولم تفجأه فاجئة بلاء؛ وذلك لحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه في السُّنَن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قال: بسم الله الذي لا يضُرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاثَ مرَّاتٍ لم تُصِبْه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاثَ مرَّاتٍ لم تُصِبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُمْسي)).

 

2- من حافظ عليها في بيته تنحَّى عنه الشيطان؛ فهي حراسة مشدَّدة لبيوت مَن يقولونها عند دخولهم وخروجهم؛ فقد روى مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ أنه سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، فَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ)).

 

3- بل ويتصاغر الشيطان حتى يصير كالذبابة، وبدونها فإنه يتعاظم؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي عثرت دابته فقال: تعِس الشيطان: ((لا تقل: تعِسَ الشيطان، فإنك إذا قلت: تعس الشيطان، تعاظم وقال: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله، تصاغَرَ حتى يصير مثل الذباب))؛ ولذلك من الأخطاء قول مثل هذه العبارة أو الاستعاذة من الشيطان عند التثاؤب، وإذا عثر في شيء وغيرها.

 

4- "بسم الله"، ستر ووقاية ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء؛ وذاك لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي رواه أبو داود وحسَّنه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سترُ ما بين أعين الجن وعَورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله)).

 

5- "بسم الله"، ما ذكرت على شيء إلا حلَّت فيه البركة فيزيد وينمو؛ فعن عائشةَ رضي اللَّه عنها قالت‏:‏ كان رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يأكلُ طعامًا في ستة من أصحابه، فجاء أعرابيٌّ فأكلَه بلقمتين فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم‏:‏ (‏(أمَا إنَّهُ لَوْ سَمَّى لَكَفاكُمْ‏))؛ [رواه الترمذي‏].

 

وفى الحديث الصحيح أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، إنَّا نأكل ولا نشبع! قال: فلعلكم تفترقون؟ قالوا: نعم، قال: ((فاجتمعوا على طَعامِكم واذكُرُوا اسم الله يُبارِك لكم فيه))؛ [رواه أبو داود].

 

وقد جاء الحثُّ على التسمية حتى إذا تذكَّر أثناء الطعام؛ لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أكلَ أحدُكم طعامًا فليقُلْ: بسم الله، فإنْ نسي في أوَّلِه فَلْيَقُل: بسم الله في أوَّلِه وآخره))؛ [صحيح سنن الترمذي].

 

لأن الشيطان يستحل الطعام عند عدم التسمية فتزول منه البركة؛ فقد قال رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم‏:‏ (‏(إنَّ الشَّيْطانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعامَ الذي لا يُذْكَرَ اسْمُ اللَّه عَلَيْه)).

 

فإذا ذكرت الله فإنه ينتظر ويترقب ما يسقط من الطعام؛ ولذا جاء التوجيه النبوي: ((إذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها وليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان)) فأين المسلمون من هذه السُّنَّة النبوية لا سيَّما في هذا الزمان فإنها تسقط على محل نظيف، وغالبًا أنها تسقط على سفرة الطعام وهي نظيفة، ومع ذلك من الناس مَن يترك هذه السُّنَّة.

 

6- "بسم الله" تحفظ من أعين العائنين وشرور الحاسدين؛ فإذا رأيتَ ما يعجبك فقل: بسم الله ما شاء الله، وإذا أعجبك مالك أو متاعك فخشيت عليه من نفسك فقل: بسم الله ما شاء الله، لا قوة إلا بالله.

 

7- "بسم الله" فيها شفاء للأبدان، وعلاج أكيد للأمراض والأسقام؛ كما في حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا يجده في جسده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ضَعْ يدَكَ على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شَرِّ ما أجِدُ وأُحاذِر))؛ [صحيح مسلم].

 

8- ولأهميتها جاءت في أعظم رقية حصلت على الأرض؛ فهي رقية الشفاء التي رقى بها جبريلُ عليه السلام رسولَنا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمدُ، اشتكيتَ؟ فقال: ((نعم))، قال: بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شرِّ كلِّ نفسٍ أو عينِ حاسدٍ اللهُ يَشْفيك، بسم الله أرقيك.

 

9- "بسم الله" تحول الحرام إلى الحلال وبدونها يتحوَّل الحلال إلى حرام:

فلو ذبح إنسان ذبيحة ما ولم يُسَمِّ الله عامدًا، لكانت مما لا يحل أكله، فهي كالميتة سواء، فى حين لو سمَّ الله وأرسل كلبه المعلَّم لجاز أن يؤكل هذا الصيد؛ لحديث عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أرسلتَ كلبَكَ المعلَّم وذكرتَ اسمَ اللهِ عليه فكُلْ ممَّا أمْسَك عليك)).

 

10- "بسم الله" مع العبد قبل ولادته وهو نطفة في صلب أبيه حتى يوضع فى قبره؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أما إن أحدكم إذا أتى أهلَه قال: بسم الله اللهمَّ جَنِّبْنا الشيطانَ وجَنِّب الشيطان ما رزقْتَنا فرزقهم ولدًا لم يضُرَّه الشيطانُ))، وتستمر معه في حياته حتى عند إدخاله القبر؛ فقد جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا وضعتُم موتاكم في قبورِهم فقولوا: بسمِ اللهِ، وعلى سُنَّةِ رسولِ اللهِ))؛ [صحيح الجامع].

 

نسأل الله العظيم أن يملأ قلوبنا وبيوتنا بركةً، وأن يحفظنا بحفظه.

 

الخطبة الثانية

المواضع والأحوال التي يُستحَبُّ أن تُقال فيها "بسم الله":

1- عند الخروج من المنزل وعند الدخول؛ لحديث أبي مالك الأشعري رضي اللَّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم‏:‏ (‏(إذا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَلْيَقُلِ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ خَيْرَ المَوْلِجِ وَخَيْرَ المَخْرَجِ، باسْمِ اللَّهِ وَلجْنا، وباسْمِ اللَّهِ خَرَجْنا، وَعَلى اللَّهِ رَبِّنا تَوَكَّلْنا، ثُمَّ ليُسَلِّمْ على أهْلِهِ)) [سنن أبي داود].

 

وكان من هَدْيه صلى الله عليه وسلم إذا خرج أيضا يبدأ بها؛ لحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ولا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟))؛ [سنن أبي داود].

 

2- عند دخول المسجد والخروج منه؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد يقول: ((بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبوابَ رحمتِكَ))، وإذا خرج قال: ((بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبوابَ فضلِكَ)).

 

3- عند الخروج للخلاء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((سِتْرُ ما بين الجنِّ وعوراتِ بني آدم إذا دخل الخلاء أن يقولَ: بسم الله)).

 

4- عند الوضوء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا صلاةَ لمن لا وضوءَ له، ولا وضوءَ لمن لم يذكُرِ اسْمَ اللهِ عليه))؛ [رواه مالك وأحمد وفيه ضعف]، وذهب بعض الفقهاء أن التسمية من الواجبات أول الوضوء.

 

5- عند الركوب؛ وذلك لقوله تعالى: ﴿ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [هود: 41]، وفي حديث جابر الطويل في قصة بعيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((اركبْ باسمِ اللهِ))، وحديث علي بن أبي طالب رضى الله عنه: ((بسم الله، والحمد لله، سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنَّا إلى ربِّنا لمنقلبون))؛ [صحيح الترمذي وأبو داود].

 

6- عند الأكل والشرب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((يا غلامُ، سَمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينكَ، وكُلْ ممَّا يليكَ)).

والتسمية أول الطعام قد أوجبها بعضُ العلماء بحيث لو تركها العبد متعمدًا فإنه يأثم؛ لأنه رضي بأن يُشاركه في طعامه أعدى عدوٍّ له وهو الشيطان؛ إلا إذا كان ناسيًا وتذكَّر أثناء الطعام فإنه يقولها؛ لحديث عائشة: ((إذا أكلَ أحدُكم طعامًا فليقل: بسم الله، فإن نسي في أوله فليقل: بسم الله فى أوَّلِه وآخره)).

 

‏ومَرَّ معنا خطورة ترك التسمية أول الطعام وأن الشيطان يستحله، ‏والمقصود بالطعام كل ما يطعمه الإنسان من أكل أو شراب؛ لقوله تعالى: ﴿ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي ﴾ [البقرة: 249]، فمن الأخطاء ترك التسمية عند شرب الماء أو العصير أو الشاي ونحوها.

 

7- عند الذبح أو النحر؛ لقوله تعالى: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ﴾ [الأنعام: 118]، وقال تعالى: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 4]، وذهب بعض الفقهاء إلى وجوب التسمية على الذبيحة بحيث لو تركها متعمدًا لم تؤكل ذبيحته.

 

8- عند النوم؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((باسمِكَ ربِّي وضعْتُ جنبي وبِكَ أرفعُه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين))؛ [البخاري ومسلم].

وفي حديث حذيفة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال: ((باسمِكَ اللهمَّ أموتُ وأحْيا))؛ [البخاري في الأدب المفرد].

 

9- عند الجماع؛ لحديث ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أما إنَّ أحدَكم إذا أتى أهله، فقال: بسم الله، اللهم جنِّبْنا الشيطان، وجنِّب الشيطان ما زرقتنا، وقُدِّر بينهما ولدٌ لم يضُرَّه شيطانٌ أبدًا))، ولهذا قال الله تعالى للشيطان: ﴿ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ﴾ [الإسراء: 64]، ‏وذكر جماعةٌ من السلف أن معنى المشاركة في الأموال والأولاد أن يُعاشر مع الرجل إذا أتى أهله ولم يذكر الله، ‏وأقل ما يحصل للإنسان أنه يعاشر والشياطين يتفرجون عليه؛ فإذا ذكر اسم الله تعالى حيل بينهم وبين ذلك.

 

10- الخلاصة: يشرع للمسلم أن يبدأ جميع أموره وأحواله بـ"بسم الله" تبركًا وتيمُّنًا واستعانة؛ واستدلوا بحديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل فكفُّوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم، وأغلق بابك، واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك، واذكر اسم الله، وأوْكِ سِقاءك، واذكر اسم الله عليه، وخمِّر إناءك، واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئًا)).

ونختم بهذه القصة التي ذكرها الشيخ عبدالعزيز السدحان حفظه الله، يقول: قد حضرت مرة جلسة قراءة على شخص مصاب بمسٍّ، فقال الراقي مخاطبًا الجني الملتبس بالإنسي: لم تلبَّسْتَ به؟ فقال: الجنِّي: لقد صبَّ الماء الساخن على أحد أبنائي فقتله، فقال الراقي له: لأنه لا يعرف أنَّ ابنَك في ذلك المكان، فقال الجنِّي: لِم لَم يسم الله فيَتَنبَّه له؟

 

نسأل الله العظيم أن يحفظنا بحفظه، وأن يرطب ألسنتنا بذكره، وأن يُبارك لنا في بيوتنا وأولادنا وأزواجنا، وأن يحفظنا بحفظه.

 

ملحوظة:

1- موضوع مهم جدًّا وسهل ويسير بإذن الله تعالى وقابل للإضافة والتعديل أو الحذف.

 

2- اشتملت الخطبة بفضل الله تعالى على أكثر من عشرين أدبًا وذكرًا من الأذكار يحتاج الناس إلى التذكير بها وترديدها لا سيَّما لو كان الإلقاء درسًا من الدروس العامة.

 

3- عشرة عناصر في الخطبة الأولى ومثلها فى الخطبة الثانية وبترتيب سهل وميسور بإذن الله تعالى (تكرار قراءتها وحفظها سيجعل الخطبة قويةً فاستعن بالله ولا تعجز).