البيان بمقصود وفضائل السورة التي تعدل ثلث القرآن
الوصف: الحمد لله العظيم في قَدْرِه، العزيز في قَهْرِه، العالم بحال العبد في سرِّه وجَهْرِه، يسمع صَريفَ القلم عند خطِّ سطره، ويرى النمل يدِبُّ في فيافي قَفْرِه، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره، أحمده على القضاء حُلْوِه ومُرِّه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقامةً لذكره، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث بالبِرِّ إلى الخَلْقِ في بَرِّه وبَحْرِه، صلى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكر السابق بما وقر من الإيمان في صدره، وعلى عمرَ معزِّ الإسلام بحزمه وقهره، وعلى عثمان ذي النورين الصابر من أمره على مُرِّه، وعلى علي ابن عمه وصهره، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما جاد السحاب بقَطْرِهِ، وسلم تسليمًا؛ أما بعد:
البيان بمقصود وفضائل السورة التي تعدل ثلث القرآن
الحمد لله العظيم في قَدْرِه، العزيز في قَهْرِه، العالم بحال العبد في سرِّه وجَهْرِه، يسمع صَريفَ القلم عند خطِّ سطره، ويرى النمل يدِبُّ في فيافي قَفْرِه، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره، أحمده على القضاء حُلْوِه ومُرِّه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقامةً لذكره، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث بالبِرِّ إلى الخَلْقِ في بَرِّه وبَحْرِه، صلى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكر السابق بما وقر من الإيمان في صدره، وعلى عمرَ معزِّ الإسلام بحزمه وقهره، وعلى عثمان ذي النورين الصابر من أمره على مُرِّه، وعلى علي ابن عمه وصهره، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما جاد السحاب بقَطْرِهِ، وسلم تسليمًا؛ أما بعد:
معاشر المؤمنين:
فإن من الأصول العظيمة والمهمة التي يجب على العبد معرفتُها، ولا ينبغي جهلُها، هي معرفة العبد بربه، ودينه، ونبيه صلى الله عليه وسلم، ومعرفة العبد لربِّه يكون بطريقين؛ الطريق الأول معرفته بالنظر في آياته الكونية؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: 164].
وقال: ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [ق: 6، 7]، وغيرها من الآيات الدالة والداعية للتعرف على عظمة الرب، وأنه هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له.
وكما قال الشاعر:
فيا عجبًا كيف يعصي الإله = أم كيف يجحدُه الجاحدُ
وفي كل شيء له آيةٌ = تدل على أنه واحدُ
♦ ولهذا قال أعرابي وقد سُئل عن ربه فقال: البَعْرَةُ تدل على البعير، وآثار الأقدام على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فِجاج، وبحار ذات أمواج، أَمَا تدل على الصانع الحليم العليم القدير؟ فلا ينبغي للعبد أن يغفُلَ عن معرفة ربه جل وعلا.
والطريق الثاني لمعرفة الرب جل وعلا النظر في الآيات الشـرعية القرآنية؛ فيتعرف العبد على خالقه، ومولاه، وعلى أسمائه، وصفاته، وعلى ما يحب، وما يكره، يعرف به أمر الله فيكون له ممتثلًا، ويعرف نَهْيَ الله فيكون له مجتنبًا.
ولهذا فسورة الفاتحة أعظمُ سورة في القرآن، وآية الكرسي أعظم آية في القرآن، وسورة الإخلاص تعدِل ثُلُثَ القرآن، كل هذه الأفضلية والعظمة لهذه السور والآية؛ لأنها تُعرِّف العبد بربِّه.
♦ ألَا وإن من السور العظيمة التي تعرف العبد بربه، وأخلص الحديث عن الله فيها "سورة الإخلاص"، وتسمَّى بسورة التوحيد.
قال الله جل وعلا: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1 - 4]، هذه السورة مع أن آياتِها أربعُ آيات، لكن معانيها عظيمة، وفوائدها كثيرة، ومقاصدها جليلة.
قال ابن القيم رحمه الله في تفسيره: "وهذه السورة أخلصت التوحيد".
قال الفيروزآبادي في [بصائر ذوي التمييز (2/241)]: "سُمِّيَتْ سورة الإخلاص؛ لأنها خالص التوحيد، وسبب خلاص أهله"؛ أ.هـ.
وقال العلامة الشيخ العثيمين رحمه الله في [الشرح الممتع (4/17)]: "وسُمِّيَت بالإخلاص؛ لأن الله أخلصها لنفسه، ليس فيها شيء إلا التحدث عن صفات الله، ولأنها تخلِّص قارئها من الشرك والتعطيل".
وتضمنت هذه السورة العظيمة إثبات وحدانية الله، وأنه لا شريك له، فهو أحدٌ في ألوهيته، أحد في ربوبيته، أحد في أسمائه وصفاته، وأنه هو المقصود وحده في قضاء الحوائج، الصمد الذي تصمُدُ إليه جميع المخلوقات، وأنه لم يلد ولم يُولَد، ﴿مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا﴾ [الجن: 3]، ولا مثيل له ولا نظير؛ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11]، وكل هذا يقتـضي الإخلاص في عبادة الله وحده، أو الاتجاه إليه وحده.
وهذه السورة اشتملت على أهم أركان الدين والشريعة؛ وهو توحيد الله، الذي خُلِقَ الخَلْقُ، وبُعث الرسل، وأُنزل الكتب، وقامت راية الجهاد لأجله، والذي هو أول الواجبات، وأعظم الحقوق؛ إنه توحيد الله الذي تضمنته هذه السورة العظيمة.
هذه السورة مع وجازة كلماتها (أربع عشـرة كلمة)، وانحصار آياتها (أربع آيات)، وقلة حروفها (سبعة وأربعون حرفًا، الحرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها)، ومع هذا كله، فهي سورة عظيمة القَدْرِ، كثيرةُ المعاني، مما يدل على ذلك، عظيم ما جاء في فضلها ومنزلتها، وعلوِّ وفضل قارئها؛ وإليكم البيان لبعض ذلك:
أنها تعدِل ثلث القرآن:
في البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((أن رجلًا سمع رجلًا يقرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] يردِّدها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالُّها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، إنها لَتعدِل ثُلُثَ القرآن)).
وروى مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أيعجِز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] تعدِل ثُلُثَ القرآن)).
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احشُدوا؛ فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن، فحَشَدَ من حَشَدَ، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، ثم دخل، فقال بعضنا لبعض: إني أُرى هذا خبرٌ جاءه من السماء، فذاك الذي أدخله، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني قلت لكم: سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألَا إنها تعدِل ثُلُثَ القرآن)).
ما أُنْزِل في التوراة ولا الزبور ولا الإنجيل ولا الفرقان مثلها:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: ((لَقِيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا عقبة بن عامر، صِلْ مَن قطعك، وأعْطِ من حَرَمك، واعفُ عمن ظلمك، قال: ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا عقبة بن عامر، املُكْ لسانك، وابْكِ على خطيئتك، ولْيَسَعْكَ بيتُك، قال: ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا عقبة بن عامر، ألَا أُعلِّمك سورًا ما أُنزلت في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في الفرقان مثلهن، لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهن فيها؛ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ [الفلق: 1]، ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ [الناس: 1]، قال عقبة: فما أتَتْ عليَّ ليلةٌ إلا قرأتهن فيها، وحُقَّ لي ألَّا أدَعَهن وقد أمرني بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان فروة بن مجاهد - راوي الحديث عن عقبة بن عامر رضي الله عنه - إذا حدَّث بهذا الحديث يقول: ألَا فرُبَّ من لا يملك لسانه، أو لا يبكي على خطيئته، ولا يسعه بيته))؛ [رواه أحمد، وإسناده حسن، وهو في السلسلة الصحيحة برقم (891)].
حب قراءتها سبب لمحبة الله للعبد:
في الصحيحين عن عائشة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سرِيَّةٍ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: سَلُوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه)).
حبُّها وحب قراءتها سبب للفوز بالجنة:
عن أنس رضي الله عنه قال: ((إن رجلًا قال: يا رسول الله، إني أحب هذه السورة: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، فقال: إن حبَّك إياها يدخلك الجنة))؛ [رواه الترمذي].
وعند أحمدَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، فقال: وجبت، قالوا: يا رسول الله، ما وجبت؟ قال: وجبت له الجنة)).
يُبنى لقارئها القصور العالية في الجنة:
عند أحمد والطبراني، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (589)، عن معاذ بن أنس الجهني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] حتى يختمها عشـر مرات، بنى الله له قصرًا في الجنة)).
قراءتها دليل على إيمان العبد بربه، ومعرفته بخالقه:
عن جابر رضي الله عنه قال: ((إن رجلًا قام فركع ركعتي الفجر فقرأ في الأولى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: 1]، حتى انقضت السورة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبدٌ آمَنَ بربِّه، ثم قام فقرأ في الآخرة: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، حتى انقضت السورة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبدٌ عَرَفَ ربَّه))؛ [رواه ابن حبان في صحيحه، والبيهقي].
دعاء الله بما تضمنته هذه السورة سبب لإجابة الدعاء:
روى الترمذي عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه، قال: ((سمِعَ النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يُولَد، ولم يكن له كفوًا أحد، قال: فقال: والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئِلَ به أعطى)).
دعاء الله بما تضمنته هذه السورة سبب لمغفرة الذنوب:
روى أبو دواد عن محجن بن الأدرع رضي الله عنه قال: ((دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجدَ، فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد، وهو يقول: اللهم إني أسألك يا ألله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يُولَد، ولم يكن له كفوًا أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم، قال فقال: قد غُفِر له، قد غُفِرَ له، قد غُفِرَ له)).
معاشر المؤمنين: ولِعِظَمِ هذه السورة، فإنه قد شرع قراءتها في مواطن عدة:
في الصباح والمساء:
عن أم عبدالله بن خبيب رضي الله عنه أنه قال: ((خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال: أصليتم؟ فلم أقل شيئًا فقال: قُلْ، فلم أقل شيئًا، ثم قال: قُلْ، فلم أقل شيئًا، ثم قال: قُلْ، فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء))؛ [رواه أبو داود].
في دُبُرِ كل صلاة:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، أنه قال: ((أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوِّذات في دبر كل صلاة))؛ [رواه أبو داود].
في رُقْيَةِ المريض لنفسه:
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفُث، فلما اشتد وجعه، كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده؛ رجاءَ بركتها)).
وفي رقية الإنسان لأهل بيته:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مَرِضَ أحد من أهله، نفث عليه بالمعوِّذات))؛ [رواه مسلم].
عند النوم:
في البخاري عن عائشة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفَّيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ [الفلق: 1]، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ [الناس: 1]، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات))، وصفة ذلك أن يجمع كفيه ثم ينفث فيهما، ويقرأ فيهما: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] والمعوذتين، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من بدنه؛ يفعل ذلك ثلاثًا.
في سُنَّة الفجر القبلية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: 1]، و﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]))؛ [رواه مسلم].
في صلاة المغرب ليلة الجمعة:
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: 1]، و﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]))؛ [رواه ابن حبان والبيهقي].
في سُنَّة المغرب البَعْدِيَّة:
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، أنه قال: ((ما أحصي ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل صلاة الفجر بـ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: 1]، و﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]))؛ [رواه الترمذي].
في ركعتا الوتر:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان يُوتِر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الأولى بـ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ [الأعلى: 1]، وفي الثانية بـ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: 1]، وفي الثالثة بـ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]))؛ [رواه الترمذي وأبو داود].
في ركعتا الطواف:
في صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في الحديث الطويل في صفة حجة الوادع، وفيه: ((ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: 125]، فجعل المقام بينه وبين البيت فكان يقرأ في الركعتين: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: 1]، و﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1])).
معاشر المسلمين:
هذا شيء يسير من بيان عظمة هذه السورة، وبيان لبعض فضائلها، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا تلاوة كتابه آناء الليل، وأطراف النهار، وأن يعيننا على تدبر كلامه، والعمل به، والاستشفاء به، والاحتكام إليه.