حكم التمايل عند الذكر
الوصف: فقد اتفق الفقهاء ونقل هذا الاتفاق بن حجر عن القرطبي
فقد اتفق الفقهاء ونقل هذا الاتفاق بن حجر عن القرطبي كما في فتح الباري وشيخ الاسلام ابن تيميه في مجموع الفتاوى اتفقوا على ان التمايل وما يشبهه كالرقص والتمايل عند ذكر الله بدعه لا اصل لها في الدين، والدليل على ان هذا العمل بدعه لا يجوز ما ورد من ان التمايل في اصله كان فعل اليهود كما ذكر ذلك الزمخشري عند تفسير لقول الله عز وجل { وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)} [الأعراف]، فقال لما نشر موسى عليه وعلى نبينا الصلاه والسلام الألواح وفيها كتاب الله لم يبقى جل ولا شجر ولا حجر الا اهتز، فلذلك لا ترى يهودياً تُقرأ عليه التواره إلا اهتز وانفض لها رأسه، ثم سرت هذه العاده الى بعض المسلمين.
ففى تفسير البحر المحيط لما ذكر المؤلف كلام الزمخشري قال " وقد سارت هذه النزعه في بيوت اولاد المسلمين فيما رأيت بديار مصر تراهم في المكتب اذا قرءوا القرآن يهتزون ويحركون رؤسهم وإما أولادنا بالأندلس والمغرب فلو تحرك صغيراً عند قراءة القرآن ادبه مؤدب المكتب وقال له لا تتحرك فتتشبه باليهود في فعالهم "... فتتشبه باليهود في الدراسه... فهذا تشبه باليهود، وقد قال النبي في ما رواه الامام ابي دواد والامام احمد في مسنده و قال الحافظ بن حجر سنده حسن وكذا الشيخ الالباني قال " من تشبه بقوم فهو منهم ".
والدليل الثاني على بدعية مثل هذا التمايل أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم، قال الإمام الشاطبي في الاعتصام " ولا كان المتقدمين ايضا يعدون الغناء جزاءاً من أجزاء طريقة التعبد وطلب رقة النفوس وخشوع القلب حتى يقصدوه قصدا ويتعمدوا الليالي الفاضله فيجتمعوا لأجل الذكر الجري والشط والرطخ وضرب الاقدام على وزن ايقاع الكف ما كان هذا فعل الصحابه ولا ورد هذا عن سلفنا الصالح ".
فينبغي للذاكرين الله والذاكرات ترك هذه البدع المحدثه والنهي عمن يفعلها ولا يغتر بمن يتمسك به فهذا كما سمعتهم اتفق عليه الفقهاء انه بدعه منكره، أما الذين يحرفون الذكر من بعض الطوائف المنحرفه ممن يستدلون على شرعية الرقص حال الذكر ويستدلون بفعل الحبشه في المسجد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين من حديث عائشه رضي الله عنها قالت " لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً إلى باب حجرتي والحبشه يلعبون في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه انظر على لعبهم – وفي لفظ – رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحبشه يلعبون بحرابهم ".
ومثل هذا الاستدلال استدلال باطل لأن ذلك كان تمايلا بالحراب للتدريب على استعمال السلاح كما ابيح التبختر في الحرب كما انه ممنوعا في غيره، وهذا قول باطل مناقض لقواعد الشرع الشريف لقول النبي صلى الله عليه وسلم " شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعه ضلاله " [سنن ابن ماجه].
والرقص والتمايل والدوران عند ذكر الله من الامور المحدثه فما رود ان الاحباش كانوا يذكرون الله ويتراقصون وإنما ورد انهم يلعبون بالحراب... فاذا كان التمايل مباحا في أوقات مخصوصه فلا يعني جوازه واباحته اثناء ذكر الله واتخاذ ذلك قربه، هذه هي المسأله الأولى... مسأله اتفاقيه لا محل للإختلاف فيها اتفق الفقهاء على ان مثل هذا التمايل عند الذكر هذا بدعه منكره،،،