بعض طلاب هارفارد لا يعرف أين يقع العراق
الوصف: جالت "الحياة" على عدد من كليات جامعة "هارفارد" في بوسطن، والتقت بعض الطلاب و
جالت "الحياة" على عدد من كليات جامعة "هارفارد" في بوسطن، والتقت بعض الطلاب والطالبات للاطلاع على أنماط حياتهم الاجتماعية والتعليمية ومدى اهتمامهم بالشأن السياسي الأمريكي والعالمي ومقدار معرفتهم بالعالمين العربي والإسلامي ومواكبتهم الأحداث.
تحدث الطالب ايف كلاوث (21 عامًا) سنة أولى طب، عن أن الشباب الأمريكيين عمومًا لا يهتمون إلا بأمرين رئيسين "التحصيل العلمي والعمل بعد التخرج، وقلما يتابعون الأحداث السياسية الأمريكية والعالمية". وأشار إلى أنهم لا يتوقفون غالبًا إلا عند "القضايا التي تلامس حياتهم الاجتماعية كالضرائب والإجهاض ومشكلات الجنس والخدمات".
ولدى سؤاله عن سبب الحرب على العراق وموقع الأخير الجغرافي، هز برأسه قائلاً: "لا أعرف", مضيفًا: "كل ما أعرفه أننا انتصرنا في الحرب".
ويبدو أن زميله الطالب ماك تانلي (23 عامًا) سنة ثانية حقوق، كان أكثر اطلاعًا ومعرفة، وفي رأيه أن "أمريكا سيدة العالم الحر وقوة عسكرية واقتصادية وتكنولوجية لا تضاهى".
وتعقيبًا على أحداث 11 أيلول/سبتمبر، قال: "كان لابد لأمريكا من أن تقضي على الإرهاب "العربي والإسلامي" على حد تعبيره، واعتبر أن الحرب على أفغانستان والعراق "ضرورية" من أجل ضمان المصالح الأمريكية التي سماها "استراتيجية ونفطية" منوهًا باعتقال صدام حسين الذي ينبغي أن يكون عبرة لغيره من الحكام الديكتاتوريين".
أما الطالبة اليسيا بروكس (20 عامًا) سنة ثانية اقتصاد وإدارة أعمال، فقالت: "لدي انطباع أن قسمًا كبيرًا من الشباب الأمريكيين لا يعرفون سوى الشيء القليل عن العالمين العربي والإسلامي ولا يميزون بينهما".
وأضافت: "أعتقد أن ثقافتنا السياسية العالمية محدودة جدًّا، فالبرامج التعليمية الأمريكية لا تهتم بمادتي التاريخ والجغرافيا ولا تدرسان إلا في المرحلة المتوسطة وفي شكل اختياري".
وتابعت: "أنا أرغب بعد تخرجي في الجامعة في أن أعمل في البلاد العربية، ولكن ليس لدي معلومات كافية عن موقعها ومناخها ونظامها وعاداتها وتقاليدها، ولا سيما أن لأمريكا الكثير من المصالح الاقتصادية والعمرانية هناك".
الطالبة كيم مالتوي التي كانت لحظة مقابلتها منشغلة بامتحان الفصل الأول، طلبت أن تجيب عن الأسئلة عبر رسالة إلكترونية لـ"الحياة" جاء فيها: "أنا طالبة أمريكية في جامعة هارفارد، سنة ثالثة علوم اجتماعية، وأعتقد أن التعليم في أمريكا قوة لنا ولغيرنا، وهذا ما يجعلنا نتمتع برصيد حضاري وعلمي وإنساني، وأتمنى ألا تخرج جامعاتنا إرهابيين، بل زعماء سياسيين يخدمون شعوبهم".
وأضافت كيم: "أعتقد أن شريحة كبيرة من الأمريكيين، بينهم الشباب لديهم أحكام مسبقة عن العرب والمسلمين، فما يتناهى إلى أسماعي أحيانًا أنهم غير متقدمين وما زالوا يستعملون الجمال وليس عندهم كومبيوتر ولا إنترنت ويتزوجون نساء عدة يسكنَّ في بيت واحد، فلا أدري ما إذا كانت هذه المعلومات صحيحة أم لا.
أما اهتمامات الشباب، وأنا واحدة منهم، فهي إجمالاً خارج السياسة، وغالبًا ما يكتفون بعناوين الصحف اليومية. وفي شكل عام يتابعون الأخبار الرياضية، والحفلات الترفيهية، والمعارض، والأفلام، ونجوم السينما، والموضة، والتسوق، وحوادث السير، والعنف، والعلاقات العاطفية".
ـــــ
الحياة اللندنية، 27/1/2004