المخــدوعة

الوصف:


صورة القسم 1

باتت وللدمع في أجفانها سفحُ... ..تُسائلُ الليل أنَّى يُشرق الصُّبحُ
باتت وفي جوفها المحموم نارُ أسى.. ... ..يكاد يُحرقها من حرِّها لفحُ
كساها ثوب الدُّجى من لونه قِطعًا.. ... ..جُنْحٌ يمرُّ بطيئًا بعدهُ جُنحُ
تظنُّ ساعاته من طولها وقفت.. ... ..ليست تُلام فقد أودى بها البُرْح
تغيبُ عن وعيها ممَّا تُحسُّ به.. ... ..حينًا و حينًا على أحزانها تصحو
ترنو بعينٍ عن الزُّوَّارِ شاردةٍ.. ... ..أطيافُ نكبتها في عينها لَمْحُ
لم يبق منها لما تلقى سوى رمقٍ.. ... ..لا يستجيشُ وأنفاسٍ لها نفحُ
في وجهها تكتُب الآهاتُ قصَّتَها.. ... ..الحزن يُملي ودَمْعاتُ الأسى تمحو
مسكينةٌ جَرّحتها كفُّ من حملت.. ... ..له الجراحَ .. لقد أمسى هو الْجُرحُ
وفارس الْحُلْمِ المنشود أزهقها.. ... ..لما تلقَّته من غلوائه رُمحُ
ويح الضعيفةِ باعته بلا ثمنٍ.. ... ..تاج الطهارة حتى فاتها الربحُ
بالأمس يمدحها مدحًا تهيم به.. ... ..واليوم يذبحها .. ماذا جنى المدحُ
يا درةً أوسختها كفُّ لامسها.. ... ..حتى تناهى بها بعد البَهَا القُبحُ
كنتِ المصونة دهرًا.. ما دعاكِ إلى.. ... ..مستنقعٍ للضواري حوله نبحُ
لقد جلبتِ على أهليكِ قارعةً.. ... ..يضيق في وصفها التفصيلُ والشرحُ
هل تعلمين بأنَّ الناصحين بكوا.. ... ..لِما دهاكِ وأن قد اصابهم قَرْحُ
بودِّهم لو فدوكِ بالثمين ولم.. ... ..يُصبكِ من هؤلاء الزُّمرةِ الذَّبحُ
لقد غدوتِ ولَمَّا تشعُري خبرًا.. ... ..للناس جمعٌ على جرّاهُ أو طَرْحُ
لكنْ أقولُ لمن لم تدر قصَّتها.. ... ..حذراكِ حذراكِ لا يشقى بكِ النُّصْحُ
إن الهوى عالمٌ لو راق ظاهرُهُ.. ... ..ففي ثناياهُ بُؤسُ الدَّهر والترْحُ
وخافي من ليلهِ إن كُنتِ عاقلةً.. ... ..ليلُ الذئاب رهيبٌ مالهُ صُبْحُ