عليُّ الغرب وقصة إسلام عجيبة

الوصف:


صورة القسم 1

وعلي الذي نقصده هو شاب من الشباب الغربي الضائع الذي يعيش حياة لا قيمة لها بل هي أشبه بحياة البهائم أو أسوأ، وهو كغيره من الشباب الذي لم يجد من يأخذ بيده إلى الطريق الحق، ويدعوه إلى دين العدل والخير والصدق.. عاش هكذا هائما لكنه كان على موعد مع لطف الله تعالى فهيأ له الأسباب التي غيرت حياته واستنقذه بها من عذاب الأبد، فهداه إلى الإسلام بعد رحلة من البحث ليست بالقصيرة.. فلما أسلم لم يرض أن يكون ككثير من المسلمين بلا فاعلية ولا أثر، ولم يرض أن يكون الرجل الصفر الذي لا قيمة له، بل قادته همته ليكون رقما ويكون ذا أثر، فأنشأ موقعا خاصا له بشبكة الإنترنت يحكي قصة إسلامه ويدعو التائهين إلى دينه الجديد دين الحق، ويثير هم النائمين من أبناء المسلمين ليعملوا لنشر دينهم ونصرة الحق الذي بين أيديهم، ويعرفوا قيمة الكنز الذي يملكونه والذي يتمنى كل تائه عنه أن ينال منه حظه فيكون من سعداء الدنيا والآخرة.

لا أريد أن أطيل عليك قارئي العزيز، ولكن أحب أن أتركك لتقرأ قصة إسلامه ففيها دروس كثيرة لكل متقاعس عن العمل للدين، ولكل مفرط يعطي صورة سلبية عن المسلمين.

والآن مع القصة:
يقول في بداية كلامه: السؤال رقم واحد هو: كيف تحولت إلى الإسلام ؟
ويجيب بنفسه: حسنا هذه حكاية طويلة وسأعطيك النسخة المختصرة منها:
قبل الإسلام اعتدت على مصاحبة أشخاص سيئي العادات، وأعني تماما أشخاص سيئون، وعندما أفكر جيدا في الأمر أجد أنني لم أملك خيارا أفضل من هؤلاء الأصدقاء .. لقد كانت حقا تشكيلة عجيبة من الأشخاص!!! منهم الفتى المخادع، والفتى المجنون، والفتى الثرثار، ومنهم الفتى الغريب الأطوار، ومنهم اللص.. و.. و...

صديقي مسلم ياللعجب
وذات يوم دعاني أحد أفضل أصدقائي، والذي كان أسوأهم خلقا، إلى اللعب معه في دورة كرة سلة لمسلمين.
سألته: حسنا..هذا جيد من عسانا نعرف ويكون مسلما؟!! ( أي أنه كان لا يعرف أن صديقه هذا مسلما).
أخبرني أنه مسلم... قلت ماذا (بمنتهى العجب) أنت مسلم؟!!! وضحكت بملء فمي..

" سيد" (وهو اسم صديقه) مخترق القانون؟!!
سيد الذي للتو تم اعتقاله!!!
سيد!! الذي كان يعلمني كيف أغش في المدرسة!!
عجيب!! أنت مسلم؟! ماذا.. هل أنت جاد؟!!!
حسنا..أنا آسف...لكن أنت لست مسلما.. أنت تحاول خداعي.. من تخدع يا رجل؟!!!

في الحقيقة لم أستطع تصديقه...لذلك عندما ذهبت إلى بيته كان أعضاء فريق اللعب مجتمعين هناك، وكانوا يرتدون قبعات عليها لفظ الجلالة "الله" وكلمة الإسلام ...
ماذا...؟!!! يا إلهي ... كيف يكون هذا؟!! أشاهد هؤلاء الفتيان طول الوقت في المدرسة!! ليس لدي أدنى فكرة أنهم مسلمون.
مع كل الأمور التي رأيتهم يفعلونها لم أتصور أبدا أن لهم أي صلة بأي دين.

بعدها ذهبنا إلى دورة السلة، وعندما حانت الصلاة انصرف الفريق بعيدا... قالوا: دعونا نبرد بالخارج!
ـ نبرد؟! ألا تصلون يا شباب خمس مرات يوميا؟؟!!
- لا يا رجل هذا عادي!! يمكننا الذهاب للخارج.

بالنظر إلى سلوكهم اعتقدت أن الإسلام شيء من الثقافة أو ما شابه ذلك.. وبعد رؤيتي الطريقة التي يمارس بها هؤلاء الإسلام لم أجد أي رغبة في معرفة الإسلام... هل يمكن أن أصبح مسلما بعد هذا الذي رأيته منهم!!!!... بالطبع لا .

مع مرور الوقت أوقعني أصدقائي في المزيد والمزيد من المشاكل، أحيانا لا تبحث عن المشاكل ولكن المشاكل تبحث عنك... أحدهم أعتقل، والأخر تحت المراقبة.. و.. و... وتعرضت لإطلاق النار مرتين.

أي دين ألتزم.. للآن لا شيء.. لا شيء إطلاقا...
كنت أعبد الأصنام لقد كنت وثنيا.. ألبس قلادة من الخرافات حول عنقي!! معتقدا أن تلك القلادة تنفعني، ولكنها لم تنفع، لقد كنت تائها في عالم الجاهلية، عالم الجهل والإهمال، لم يعرض أحد عليّ الإسلام؛ ولذلك لم يكن لدي أي فكرة عن ماهيته.

أخيرا تحققت أن هذه الأوثان والقلادات لم تنفعني، لهذا قررت أن أبحث عن الحقيقة.. قلت لنفسي: "إذا وجدتها فسوف أغير حياتي"؛ لذا بدأت بالبحث في الأديان المختلفة وأساليب الحياة المتنوعة، واحدا تلو الآخر. وجدت أخطاء في الديانات المختلفة.

وحال وجدت خطأ في دين ما، كنت ألقيه جانبا.. ما أعنيه: إذا كان الدين من خالق كل شيء، من الله العظيم ذي القدرة المطلقة، لا يمكن القبول بالخطأ فيه، أو قبول بأن الرسالة تغيرت بفعل إنسان!! أو أن الإله قد قتل أو مات!! لم أقبل بهذا...

ولم أكن لأرضى بدين أكون فيه كرجل أعمى ينساق خلف رجل دين يظن أنه أقرب إلى الله منا جميعا، لا أعتقد هذا... بدأت أشعر باليأس يبدو أن جميع الأديان قد أهملت.

يوم الفرج:
وذات يوم أعطاني أحدهم فرصة ذهاب إلى أجد المخيمات الإسلامية. اعتقدت أن هذه فرصة جيدة للتعرف على دين الإسلام، وللأسف كان التوقيت غير مناسب، كان أبي في المستشفى وقد أخبرنا الأطباء بأن أيام حياته معدودة، أخبرتني أمي بضرورة بقائي معه لربما تكون هذه هي المرة الأخيرة التي أراه فيها، في البداية قررت البقاء، ولكن بعد ذلك غيرت رأيي لا أعرف لماذا، فلم يتبق إلا دين واحد لم أعرفه، ويجب أن أعرف ما هو، إنه الإسلام. ورغم أن رغبتي كانت ضد رغبة أسرتي إلا أنني قررت الذهاب.

أخذت صديقتي ذات الشعر الأرجواني وذهبنا إلى المخيم الإسلامي... صديقة ذات شعر أرجواني؟؟!! نعم.. ألم اقل لك أنني كنت تائها تماما.
على كل حال وصلنا إلى المخيم، كنت أسبب كثيرا من المشاكل، ولكثرة مشاكلي أرادوا طردي.. وللحقيقة فقد كنت سيئا جدا.

ولكن وبعد أن مللت من كثرة المشاكل هدأت ثم جلست، بدأت أسمع إلى المحاضرات وقد بدت مثيرة جدا، وقد بدأ المتحدث يتكلم عن أشياء لم أسمع بها من قبل... بدأت أقيم.. وأحلل.. وأسال.. ولأول مرة في حياتي بدأت أفكر.. نعم أفكر.. لقد كان هذا مذهلا حقا. كان كل شيء واضحا ومفهوما.
لقد قلت لنفسي من قبل: "أينما وجدت الحقيقة فسوف أتبعها"، وهاأنا قد وجدتها.. ولذلك قررت أن أدخل الإسلام، وخلال ساعات أصبحت مسلما!!

أخبرت صديقتي أن الأمر قد انتهى.. أصيبت بصدمة.
وعندما عدت للبيت أخبرت والدي أني أصبحت مسلما، وكذلك من في البيت.. وأصيبوا بصدمة.
وعندما أخبرت أصدقائي بأنني أصبحت مسلما اعتقدوا أنني ربما جننت، وصرخ بعضهم في وجهي: مجنون.. مجنون.. لقد جننت.

أعتقد أن السبب في كون المخيم مختلف أنه عزلني عن كل ملهيات الحياة؛ ففي الحياة العادية نكون مشغولين بأشياء كثيرة ومتنوعة، ولكن عندما تترك مشاغل الحياة جانبا وتتاح الفرصة الحقيقة للتفكير ويعرض عليك الإسلام كل ذلك يجعل للأمر معنى متكاملا.
هل تساءلت يوما : لماذا يتحول الكثير من السجناء إلى الإسلام؟!
لأن كل الملهيات والمشاغل انتهت... وليس لديهم شيء إلا التفكير والتفكّر.
وعندما عدت من المخيم كان الجميع يعتقدون أنني جننت.. لماذا؟! ولماذا لم يعتقدوا أنني مجنون عندما كنت أقدس الأحجار؟! عجيب أمرهم.

من أي الفريقين أنت؟
الحمد لله أنني مسلم من ذلك الوقت... الحمد لله.
لكن الآن انظر إلى الفرق بين هذين الصنفين من المسلمين الذين قابلتهم.
الصنف الأول: هم الذين عرفتهم في الدراسة، ولم يكونوا سوى تشكيلة من الأشخاص لا يمكن أن تميز لهم دين أو هوية.
الصنف الثاني: الذين قابلتهم في المخيم، والذين كانوا مسلمين حقا.
وانظر أي هذين الصنفين أثروا فيّ؟! وأيهم كان له تأثير إيجابي والأخر سلبي. ولاحظ.. كيف أنه لما قدم لي الإسلام بشكل صحيح أصبحت مسلما من اليوم التالي مباشرة.

لذلك إذا اعتبرت نفسك مسلما، وقدت التائهين من حولك، فكم سيكون أثرك. وأما إذا تناولت الجعة مع صديقك ثم أخذت في الحديث عن عظمة الإسلام فسوف يعتبرونك منافقا.

إن هناك كثيرا من الناس مثلي.. يريدون الحقيقة، وهم صادقون في ذلك، ولكنهم يحتاجون فقط لمن يقدمها لهم.

لقد هداك الله للإسلام ، إنها أعظم منحة يمكن أن تحصل عليها في حياتك، فهل تترك كل هذا كي تقلد الضالين من الناس؟!!! كيف يكون هذا؟!

لقد أشرت إلى نوعين من المسلمين، والأمر لك كي تقرر أي النوعين تكون. نعم سيكون أحد الخيارين أصعب من الآخر لكن عاقبته لا شك حسنة.

تعلمون أنه لا إكراه في دين الإسلام، لذلك فإن طريقة حياتنا نفسها هي التي تعبر عن الإسلام وتقدمه للناس.

سبحان الله...هؤلاء المسلمون الذين كانوا حولي وقرروا أن يكونوا نماذج سيئة للإسلام، ولم يعطوني الإسلام يوما.. ماذا سيقولون لله سبحانه يوم القيامة؟

وهكذا إذا أهملت في دينك فلن يكون أثر هذا عليك وحدك، بل أيضا على كل من يتعامل معك.. فهل تفهم ما أقول؟

آمل ذلك إن شاء الله.