حياة سندي فخـرنا العربي
الوصف:
ان العنوان الرئيس لقصة بطلتنا أنّها ممن تم اختياره عام 2009 من قبل منظمة (تِك باب Tech Pop ) (منظمة مستقلة) ضمن أفضل 15 عالماً في مختلف المجالات يُنتظر ويُتوقّع منهم أن يغيّروا الأرض عن طريق أبحاثهم وابتكاراتهم .
وقد كانت العادة أن يَتمّ اختيار العلماء عن طريق تقديم طلب الانضمام إلى لجنة تنقسم بدورها إلى ثلاث لجان تقوم بفرز المتقدمين لاختيار الأفضل، وكانت العالمة السعودية: د.حياة سندي هي الوحيدة التي تمّ اختيارها بدون تقديم طلب أو فرز، وكان ذلك الاهتمام النوعي لكون د حياة مخترعة للمجس متعدد الاستخدامات (MARS) : واسمه كاملاً:Magnetic Acoustic Resonator Sensor ، وهو مجّس قياسي متعدد الاستخدامات ابتكرته لترفع به من معدل دقة القياس بالإضافة لصغر حجمه، وكمثال فإن قياسه لاستعداد الجينات للإصابة بمرض السُكّري يصل إلى دقة 99،1% بعد أن كانت لا تتعدى 24% بالمجسّات الأخرى والذي يمكنه أيضاً تحديد الدواء اللازم للإنسان اعتمدته ناسا رسمياً في أبحاثها ورحلاتها، وقد ابتكرته حياة سندي قبل إتمامها لرسالة الدكتوراة.
يبدوا ذلك التعريف العلمي الذي صَدّرتُ به المقال كعنوان لفلم هليودي شيّق ولكنّه مُصاغ من حقائق تفصيلية لم تبرز كل أحداث قصة الكفاح والتحدي.. سجّلت فيها د حياة سندي انجازاً علمياً تاريخياً في هدأة الزمن والغفلة التي تركتها دون دعم إلاّ من إسناد العائلة ووالدها العظيم رحمه الله وأُنس الرعاية الربانية التي أبت د سندي إلا أن تجمع حفظ رسالتها العظمى القرآن الكريم في صدرها خلال نفس المهمة العلمية التي أنجزت فيها العهد والوعد لسلامة الإنسانية في هذا المضمار وبتوقيع عربي.
وهذه الروح ليست غريبة لأنّها انطلقت من بيت حجازي عريق وتحديداً من مكة المكرمة ، لقد أدهشتني د حياة سندي في قصة كفاحها العلمي وإيمانها وتفوّق شخصيتها وتمسّكها بالمبدأ أين ما سارت وحلّت وهو رهانٌ صعب كيف وقد انطلقت الرحلة من لحظة التخرج للمرحلة الثانوية ومن عَقَبة كأداء أدّت لرفضها في كل الكليات لعدم تحصيل اللغة الانجليزية فكان التحدي الأول تفوق في اللغة الانجليزية وفي الثانوية البريطانية .
إنّ ذلك الإيمان الراسخ هزّني من الأعماق حين ردّد احد المشرفين عليها في الفريق العلمي.. فاشلة... فاشلة.. لأنّها تكتنز الحجاب قيماً وروحاً وترفض أن تعزل الدين عن محراب العلم فأصرّت على قبول التحدي مما جعل المشرفين في النهاية يخضعون احتراماً لحياة سندي حين رأوها... القرآن في الميمنة... وفي الميسرة اختراعها التاريخي.
وهزتني حياة سندي مرةً أُخرى في حديثها القوي المُهذّب المتوازن مع ال بي بي سي المملوء بالثقة والطمأنينة للقرار... رفضٌ قاطع للتطبيع العلمي مع إسرائيل وحزمٌ صريح بأن علمها المخترع كان بإيمانها الإسلامي هدية للإنسانية أياً كانت ديانتهم لكن ليس للإرهابيين ، كان موقف حياة سندي أكبر من رائع لقولٍ مسئول شعرتُ عنده بالفخر المضاعف بها حين احتشدت عليها العروض من تل أبيب أو من صناعة العلم الحربية في أمريكا والتي قُدّمت وهي تُقدم وما تزال عروضاً مادية فلكية.. تفضلي يا حياة.. اقبلي بالعرض العلمي ونحن سنسّخره من محراب العلم لآلة السلاح.. فرفضت حياة أن يكون علمها طلقة رصاص على المستضعفين تحت حراب المستبدين.. يا الله انّه القرآنُ يا أهل مكة نزل بين أظهركم وهذه ابنتكم تبلغ رسالته .
إنّ تلك الروح المتدفقة بالإيمان والعلم المتمسّكة بالهوية بكل ثقة وبكل هدوء مع نماذج أخرى تتلقى عروضاً أقل بكثير مما عُرض على حياة سندي فتستجيب لها أو تتطلب معيشتها في الغرب أن تتقدم لبعض التفاصيل في اللباس المتمدن أو الإيتيكيت المتحرّر من قيم الفضيلة لأنّ هذا السلوك حسب خطاب الهزيمة المهيمن هو من لوازم التفوق والتقدم..
كلاّ.. يا سادة لقد أثبتت حياة سندي مجدداً خديعة هذه النظرية ، لكنّ المهم ما سجلته د.حياة سندي لبلدها السعودي ولوطنها العربي ولرسالتها الإسلامية الكُبرى في هذا الكفاح العلمي الإنساني الذي حين وقف العالم في منبر العلوم ليستمع لحياة سندي دوّى صوت الحقيقة محراب العلم عبادة أيها العالم التقدمي هكذا علّمنا الهادي الأعظم فضجّ الدوي العلمي الإيماني كما دوت الرسالة بصوت بلال في بطحائكم يا أهل مكة هو الإعلان الأول وهو الإعلان الأخير بهذا ولهذا أعلنت حياة سندي المصير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مهنا الحبيل (المصريون)