اللمسة الشخصية
الوصف: الناس متشابهون إلى حد بعيد في أمور كثيرة، ولذلك فإن كل واحد منا سيظل في حاجة إلى لمسة خاصة
الناس متشابهون إلى حد بعيد في أمور كثيرة، ولذلك فإن كل واحد منا سيظل في حاجة إلى لمسة خاصة تتصل باللطف والشفافية، أو تتصل بالإتقان والجودة، أو تتصل بالعطاء والإحسان، أو بالتعبير وأسلوب الكلام....
اللمسة الشخصية شيء يميز الإنسان عن مئات الناس العاديين الذين يختلط بهم، وليس المقصود بالتميز التميز المعبر عن التعالي، وإنما التميز المعبر عن الذوق الرفيع واللطف والكرم والأريحية وحسن الأداء.. وهذا يجعل المرء قدوة تتعلم منه الأجيال الجديدة، وتزدهر به الحياة الراكدة...
هنا سيقول بعض بناتي وأبنائي: ما المقصود باللمسة الشخصية ؟ وهل في إمكان كل واحد منا أن تكون له لمسته الخاصة ؟!
الجواب: نعم.. وبكل تأكيد، وهذه بعض الأمثلة الموضحة:
- تعود أصحاب المحلات التجارية أن يغري كل واحد منهم المتسوقين بالشراء من محله، ويشتد الإغراء في أيام الكساد والركود. بعض أصحاب اللمسة الشخصية كانوا يقولون لمن جاء في الصباح ليشتري منهم: "أنا اليوم استفتحت -أي بعت شيئاً- لكن جاري لم يستفتح بعد اذهب إليه واشتر منه!".
- كل الناس يقولون على مسجلات هواتفهم عبارات قريبة من: (أرجو أن تذكر اسمك ـ ورقم هاتفك ـ وحاجتك).. هناك شخص صاحب لمسة شخصية وراقية جداً سجل على جهازه عوضا عن (حاجتك لي): (وحاجتي إليك) إكراماً للمتصل! لله دره!.
- في عالمنا العربي لا يلتزم معظم الناس بالوعود التي يقطعونها، فتجد الواحد منا يقول: أكون عندك الساعة الثامنة، وربما لا يأتي إلا بعد الساعة التاسعة، وقد لا يحضر أبداً!!
لكن هناك أشخاص قليلون يلتزمون بالمواعيد على نحو دقيق جداً إلى درجة أن في إمكان المرء أن يضبط ساعته على مواعيدهم، وصار من لا يملك ساعة يقول: (الساعة الآن هي السابعة: لأن فلاناً يخرج من بيته الساعة السابعة!).
ما الذي يعنيه هذا الكلام
ما الذي يعنيه هذا الكلام بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟ إنه يعني الآتي :
1ـ اللمسة الشخصية تعني تميز صاحبها، وأمتنا في حاجة ماسة للمتميزين؛ فحاول أن تكون واحداً منهم.
2ـ اللمسات الشخصية أكثر من أن تحصى، وحين يتوفر الصدق والاهتمام، فإن كل واحد منا قادر - بإذن الله تعالى - على أن تكون له لمسته الخاصة.
3ـ ترتقي الأمة من خلال وجود عدد كبير من أصحاب اللمسات الشخصية، فكونوا عامل ارتقاء بأمتكم.
4ـ بناتي ربما يكن أقدر على إبداع اللمسات الشخصية، ونحن نأمل أن يكن عند حسن الظن.