لكل بداية نهاية
الوصف:
الحضارة الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، قامت تراجع ملفاتها وسجلاتها في قسم الآداب والأخلاق الحميدة، وخرجت منها صيحات تطالب بمراجعة الأسباب التي أدت إلى هذا السعار والجوع الجنسي الرهيب، وعلى رأس هذه الملفات التي طالبت هذه الصيحات بمراجعتها ملف الاختلاط الذي أدى إلى نتائج صاعقة على المجتمع الغربي وظواهر خطيرة، منها ظاهرة حمل الطالبات المراهقات سفاحاً وظاهرة انتشار الأبناء غير الشرعيين «اللقطاء»، وظاهرة كثرة الطلاق، وتدمير الأسرة بسبب الرفض المتزايد لمؤسسة الزواج، فشيوع العلاقات الجنسية خارج نطاق مؤسسة الزواج، جعلت الجميع يزهد في العلاقات الحلال وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وأصبح شعار النساء والرجال هناك، «وشلك «بالزواج» وأهواله ورزق «الشيطان» على السيف»!! مما أدى إلى انتشار ظاهرة العوانس بين الفتيات والعزاب من الشباب، وآخر هذه الصيحات ما رددته وكالات الأنباء عن عزم إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الابن تشجيع العودة إلى مبدأ عدم الاختلاط بين البنين والبنات في المدارس العامة بهدف إصلاح التربية، الذي سيؤثر إيجاباً على مستوى التعليم، كما قالت بعض الآراء المؤيدة لهذا التوجه.
ومما ذكر في تبرير هذا الرأي قول البروفيسور «اميليو فيانو» وهو رجل قانون متخصص في النظام التربوي في أمريكا: «إن العديد من الدراسات التي أجريت بمساهمة طلاب وطالبات المدارس المختلطة، أظهرت أنه في بعض مراحل نموهم ينجز الفتيان والفتيات دراستهم بطريقة أفضل حين لا يكونون مختلطين!!» ويقول أيضا: «إن بعض الفتيات قد يشعرن بميل إلى فتيان معينين مما يحرمهن من تطوير حياتهن الاجتماعية». وقبل صيحة الرئيس الأمريكي طالبت المؤسسة التعليمية البريطانية بالفصل بين الجنسين في المراحل التعليمية الأولية قبل الجامعة، بسبب ضعف المستوى التعليمي والفساد الأخلاقي لطلاب وطالبات هذه المراحل التعليمية المتوسطة المختلطة.
ومع وضوح هذه الدعوات «ولا ينبئك مثل خبير» باتهام الاختلاط بأنه السبب الرئيس لضعف التحصيل العلمي والفساد الأخلاقي، وزوال مؤسسة الزواج، وانتشار الخليلات، وتكالب الرجال على النساء، وضياع الأمن العائلي، مازلنا نسمع بين مفكرينا ومثقفينا من يقول ويدعي أن الاختلاط ضرورة وأن الاختلاط حتمية وأن الاختلاط يفرضه العمل والواقع أو أن الاختلاط يتطلبه المجتمع المعاصر أو أن الاختلاط حالة طبيعية، أو ترديد دعاوى مثل الاختلاط البريء أو الاختلاط الهادف المثمر!
ومن يردد هذا إما أنه لم يحتك بالحضارة الغربية ويراها رأى العين، وإلا لعرف أن الكتاب من عنوانه، وأن كثرة المساس تزيل الإحساس، وأن كسر الحاجز النفسي الأول بين الرجال والنساء بالاختلاط، يؤدي إلى سهولة كسر الحواجز الأخرى بين الطرفين!!
أو أنه يلعب بالمصطلحات ويلبس الباطل رداء الحق، وإلا فالتاريخ خير شاهد على كذب هذه التبريرات، وتجارب الأمم والدول العربية الشقيقة وهذه الصيحات القريبة والبعيدة تدل دلالة واضحة لا تحتاج إلى كبير عناء على فشل وفساد هذه التفسيرات والمصطلحات لمن ألقى السمع وهو شهيد، يقول الله تعالى: «ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون» فيا دعاة الاختلاط، لكل بداية نهاية، ولكل أجل كتاب، وأعوذ بالله من نهاية الاختلاط على بنات قطر، وفي الأخير: اللهم بلغت اللهم فاشهد، والسلام.
__________________
بقلم/ محمد فهد القحطاني(الشرق القطرية 18/5/2006م).