واقع التعليم العربي
الوصف:
إن أهم مقاييس تقدم الأمم والشعوب، هو مدى تقدم التعليم في كل مصر أو بلد ، والحقيقة الواضحة وضوح الشمس، التي لا تخفى على أحد أن التعليم في معظم الوطن العربي يعاني إما في إمكاناته أو سياساته أو مناهجه، وربما في كل هذه العناصر مجتمعة.
ورغم هذا فصورة تعليمنا العربي المعاصر ليست بالسوء الذي يؤدي إلى الظلام ، فهناك طرق وأساليب يمكن اتباعها تمثل بصيص أمل للنهوض بالتعليم في أغلب أقطارنا العربية، وأولى هذه الطرق تتمثل في التعرف على عناصر التعليم لوضع أيدينا عليها وتحديدها للعمل على الارتقاء والنهوض بها، وبالتالي النهوض بالمنظومة التعليمية بأكملها.
ومن وجهة نظري الخاصة جداً أرى أنه يمكن تلخيص عناصر العملية التعليمية في أي مكان كان كالتالي:
-
المتعلم " التلميذ منذ دخول المدرسة حتى المرحلة الثانوية أو الطالب من الثانوي إلى آخر الجامعي
.
-
المعلم "الأستاذ الجامعي أو باقي معلمي التعليم العام والخاص"
- المناهج التعليمية
.
-العوامل المؤثرة في العملية التعليمية.
كل ركن من أركان العملية التعليمية الأربعة سابقة الذكر لابد من تشريحه وبيان أهميته، حتى يمكن بالتالي الوصول إلى ما يجب أن يكون فيما يخص كل عنصر منها، وبالتالي الوصول للصورة المثلى للعملية التعليمية المستهدفة التي يجب أن يكون عليها نظام التعليم في بلادنا العربية والإسلامية
.
أولا : المتعلم : هو الركيزة الأساسية للعملية التعليمية، وهو العنصر الذي وجدت من أجله العملية التعليمية، فهو رأس المال البشري الذي إذا صلح، صلح المجتمع كله وصلاحه قائم على صلاح باقي عناصر العملية التعليمية الأخرى وهو مرتبط بها وبصلاحها
.
ثانيا : المعلم : خلاصة القول فيما يتعلق بهذا الركن في العملية التعليمية وهو الذي يمثل الركن الثاني و إذا تم الاهتمام به مادياً ونفسياً وفكرياً وعلمياً وقبل ذلك اختياره على أسس علمية صحيحة للمكان الذي سيعمل فيه، فإنه بذلك يمكن الوصول لمخرجات تعليمية سليمة، وأول وأهم هذه المخرجات المخرج البشري "المتعلم
".
ثالثا : المناهج التعليمية : الحل الوحيد لهذا الركن أو العنصر لكي يؤتي ثماره أن يوضع بصورة منهجية علمية مقننة قائمة على حاجة الأمة و احتياجات سوق العمل، مراعية لقدرات المتعلمين والفروق الفردية بينهم، متماشية مع التطورات العلمية المتسارعة ومواكبة لها، خالية من الحشو
الكمي الذي لا جدوى منه.
رابعا : العوامل المؤثرة في العملية التعليمية : وهذا العنصر أو الركن يتمثل في الإمكانات المادية والبشرية يمكن من خلالها النهوض بالعملية التعليمية عامة، وبالمتعلم خاصة "رأس المال البشري" الذي تقوم عليه التنمية في أي مجتمع
.
ومن أمثلة تلك العوامل المؤثرة : المدارس والأبنية التعليمية الحديثة المجهزة بأرقى وأحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة، مثل الكمبيوتر ومستلزماته، والانترنت، والكوادر البشرية المؤهلة والمدربة من مديرين وإداريين وغيرهم
.
العرض السابق عرض مبسط لما يجب أن يكون عليه شكل التعليم الجيد الصحيح ـ طبعا من وجهة نظري الخاصة ـ لكن في حقيقة الأمر يتضح من خلال استعراض واقع تعليمنا العربي المعاصر أنه يخالف فيما يخص عناصر وأركان التعليم سالفة الذكر أغلب ما يجب أن تكون عليه عناصر التعليم ،
إن الاهتمام بتعليم "البزنس" أي التعليم الأهلي على حساب التعليم العام أو الحكومي له من الآثار السلبية ما هو كاف للقضاء على أي تقدم منشود في أي مجتمع.
فالتعليم العام يمثل البلد كله، وهو رمز ووجهة أي بلد عربي ودليل تقدمه ونهضته، كما أنه يربي وينمي الولاء للوطن، بينما التعليم الخاص باختلاف توجهاته ومشاربه، أعتقد أنه يغفل أشياء كثيرة، ويعجز عن أشياء جمة لا يمكن أن تتحقق إلا في التعليم الحكومي أو العام ، إن من أخطر الأخطار تخلي الحكومات عن التعليم بأشكال مقنعة مختلفة، والاتجاه نحو خصخصته في كل مراحله، لما في ذلك من قتل للوازع الديني والقومي والوطني السليم المرجو تحقيقه في الأجيال المختلفة.
قبل الختام :الآباء والأمهات في الوطن العربي والأجيال الحالية والأجيال القادمة ينادون بأعلى صوتهم، بل يصرخون قائلين لأصحاب القرار فيما يخص العملية التعليمية في كل بلد عربي : إياكم وإهدار التعليم وتضييعه، فتضييعه يعني ضياعنا وضياع أمتنا بكاملها لا محالة .